بينها لقطة لمصلين شبه غارقين داخل مسجد.. صور مؤلمة تجسّد "مآسي الاحتباس الحراري" في بنغلاديش
ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع شبكة CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك في أن ظاهرة الاحتباس الحراري، أي الارتفاع التدريجي في درجة حرارة سطح الأرض، ينجم عنه أضرار تمس البشر، والنباتات، والحيوانات.
وفي خليج البنغال، يؤدي ارتقاع درجات الحرارة العالمية وارتفاع مستوى سطح البحر إلى تعريض الغطاء الأخضر للجزيرة للخطر، ما يؤدي إلى تآكل الأراضي الصالحة للسكن، وكذلك تضرر البنية التحتية.
ويقع جزء كبير من بنغلاديش على الخطوط الأمامية لحالة الطوارئ المناخية العالمية. إذ يحارب السكان العواصف، والمد والجزر، والأعاصير، وفقدان الأراضي، ويكافحون من أجل البقاء.
وفي سلسلة تحمل عنوان "مآسي الاحتباس الحراري"، يسلط المصور شروار حسين الضوء على قضية التغير المناخي وأهوالها في بلاده، بنغلاديش.
وعُرضت هذه السلسلة خلال النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" في إمارة الشارقة، خلال الفترة من 28 فبراير/ شباط وحتى 5 مارس/ آذار الجاري.
ويسعى حسين من خلال هذه السلسلة إلى دق ناقوس الخطر وإرسال رسالة عاجلة إلى الجمهور العالمي وقادة العالم، حول الآثار المدمرة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ في دول العالم الثاني والثالث التي تساهم بأقل قدر في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري، ولكنها الأكثر تضرراً، حسبما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
واكتشف حسين اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي في عام 2014، منذ ذلك الحين، انطلق في جميع أنحاء بنغلاديش لتوثيق الأماكن والفعاليات المختلفة.
أثناء التقاط الصور، عادةً ما يجد حسين نفسه يتحدث مع الناس للتعرف إليهم، واكتشاف أن غالبيتهم كانوا من ضحايا المناخ.
ويقول: "لقد هاجروا من أجزاء مختلفة من بنغلاديش خاصة من الجنوب والشمال بسبب فقدان أراضيهم وبيوتهم نتيجة ارتفاع المد غير المعتاد، وملوحة المياه، وزيادة مستوى سطح البحر، وتآكل الأنهار".
ومنذ عام 2016، سخّر حسين عدسته من أجل توثيق قصص هؤلاء الأشخاص والأماكن التي تأثرت في الغالب بالاحتباس الحراري، وضحايا المناخ الذين يتجاهلهم الجميع.
ويؤكد أنهم "أشخاص لا صوت لهم، ويعانون من العجز والتهميش، رغم أنهم الأقل مساهمة في زيادة درجة الحرارة العالمية وتغير المناخ".
أما عن اختياره لعنوان السلسلة، "مآسي الاحتباس الحراري"، فيأمل حسين أن يثير الفضول لتسليط الضوء على هذه القضية والتفكير فيها.
وأضاف: "من شأن ذلك أن يساعدني على إيصال رسالتي على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم وزيادة الوعي حول الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية المرتبطة بتغير المناخ".
ويُعد ارتفاع منسوب مياه البحار، والفيضانات، والأعاصير الشديدة مجرد عدد قليل من التأثيرات التي تجعل بنغلاديش واحدة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ في العالم.
ويشير حسين إلى أن هناك عدد قليل من البلدان على وجه الأرض التي تجسد التفاوت العميق في أزمة المناخ مثل بنغلاديش.
ورغم كونها مسؤولة عن نسبة 0.56% فقط من الانبعاثات العالمية التي تغير مناخ، إلا أن بنغلادش تحتل المرتبة السابعة ضمن قائمة البلدان الأكثر عرضة للدمار المناخي، وفقًا لمؤشر مخاطر المناخ العالمي لعام 2021.
ومن وجهة نظره، تعد الصورة لمصلين داخل مسجد شبه مغمور كليا بالمياه، والتي تحمل عنوان "دعاء بالرحمة"، الأقوى بين سلسلة صوره التي تتكونّ من 24 صورة.
ويشير إلى أن هذه الصورة تُعد مثالا حيّا على كيفية تهديد تغير المناخ لبنغلاديش، حيث يشكل ارتفاع مستوى البحار، والعواصف، والأعاصير خطرّا متزايدًا على حياة الأشخاص الذين يعيشون حول المنطقة الساحلية القريبة من خليج البنغال.
والتقط حسين هذه الصورة بمنطقة شات خيرا، بقسم خولنا، وهي منطقة ساحلية منخفضة تقع بالقرب من إحدى أكبر غابات المانغروف في العالم، "سونداربانس".
ونظرًا لتعامله مع ضحايا تغير المناخ منذ 8 سنوات، فقد أصبحت تحديات تصوير الكوارث جزءًا من عمله، مشيرا إلى أنه تكيّف مع مختلف البيئات القاسية والمعادية أثناء أي كارثة طبيعية في المنطقة الساحلية أو أي جزء آخر من بنغلاديش.
ويضيف أنه من الصعب جعل الضحايا الذين يوثق معاناتهم يفهمون أنه يقوم بتوثيق أوضاعهم في محاولة لتحسينها، من خلال إرسال رسالة إلى السلطات المحلية من أجل مستقبل أفضل، حسبما ذكره حسين.