5 حقائق مثيرة قد لا تعرفها عن أكبر سرقة فنية في التاريخ

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشتهر غالبية المعارض الفنية والمتاحف بمقتنياتها من القطع الفنية واللوحات التي لا تُقدر بثمن.

ومع  ذلك، أصبح متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في مدينة بوسطن الأمريكية مشهورا الآن بأعمال فنية غير موجودة، أو بالأحرى، لم تعُد موجودة.

محتوى إعلاني

وفي 18 مارس/ آذار من عام 1990، وقع المتحف ضحية لأكبر سرقة فنية في التاريخ، عندما سُرقت أعمالاً فنية يبلغ عدهها 13، وتقدّر قيمتها بأكثر من نصف مليار دولار في منتصف الليل، بينما كان حارسا الأمن يجلسان في الطابق السفلي، بعدما قُيدا بشريط لاصق.

وأجرى أحد الحارسين، ويُدعى ريك أباث، مقابلته التلفزيونية الوحيدة مع CNN في عام 2013، وقد توفي في فبراير/ شباط الماضي عن عمر يناهز الـ57 عامًا.

وكانت السرقة عبارة عن كنز دفين من الحقائق المدهشة والتقلبات غير المتوقعة في الحبكة. 

وفيما يلي خمسة حقائق تجعل متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر وسرقته الشهيرة مثيرة للاهتمام للغاية.

المرأة التي تقف وراء المبنى

قامت الناشطة في مجال حقوق المرأة إيزابيلا ستيوارت غاردنر ببناء متحف مجاني الدخول في بوسطن لإيواء مجموعتها الفنية الشخصيةCredit: Courtesy Courtesy Isabella Stewart Gardner Museum, Boston

تُعد مؤسسة المتحف، إيزابيلا ستيوارت غاردنر، شخصية مثيرة للاهتمام، إذ كانت من محبي الأعمال الخيرية وجامعي الأعمال الفنية، وقامت ببناء المتحف لإيواء مقتنياتها.

وقال ستيفان كوركجيان، وهو مؤلف كتاب "اللصوص الرئيسيون: رجال العصابات في بوسطن الذين قاموا بأكبر سرقة فنية في العالم"، لـ CNN: "عندما افتتحت المتحف في عام 1903، أمرت بأن يكون (الدخول) مجانيًا، لتحظى بتقدير وحضور سكان بوسطن بأكملها".

وأضاف كوركجيان: "كان متحفها، في ذلك الوقت، يُعد أكبر مجموعة فنية لفرد في أمريكا".

وكان لغاردنر أيضًا صلات عديدة بالحملة الناشئة من أجل الحقوق السياسية للمرأة.

ويعرض المتحف الصور الفوتوغرافية والرسائل الخاصة بصديقتها جوليا وارد هاو، التي أسست جمعيتين أمريكيتين تطالبان بحق المرأة في التصويت.

ومن المفارقات إلى حد ما، أنه عندما سُرقت لوحة الموناليزا في عام 1911، أمرت غاردنر حراس المتحف أنهم إذا رأوا أي شخص يحاول سرقتها، فإنه يجب عليهم إطلاق النار عليه بهدف قتله.

أعمال فنية نجت

يُعتقد أن لوحة "اغتصاب أوروبا"، بمتحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في بوسطن، هي العمل الأكثر قيمة في المتحف، ومع ذلك فقد تركها اللصوص وراءهم.Credit: Sean Dungan/Courtesy Isabella Stewart Gardner Museum, Boston

وتُقدر قيمة عملية نهب اللصوص بأكثر من نصف مليار دولار. ومع ذلك، فقد ترك هؤلاء أغلى قطعة أثرية في المبنى، أي لوحة "اغتصاب أوروبا" للرسام تيتيان، والتي اشترتها غاردنر من معرض فني في لندن عام 1896، ما شكّل سعرًا قياسيًا للوحة رئيسية قديمة.

ولكن، لماذا تُرتكب أعظم سرقة فنية في التاريخ ويُغادر اللصوص من دون أغلى قطعة في المتحف؟ والإجابة المختصرة تتمثل بأن حجم اللوحة ربما لعب دورًا في ذلك. 

وكان أكبر عمل فني سُرق تلك الليلة هو لوحة "المسيح في العاصفة على بحر الجليل"، المشهور بأنه المشهد البحري الوحيد لرامبرانت، ويبلغ قياسها حوالي 5 × 4 أقدام. 

أما لوحة "اغتصاب أوروبا" فتُعد أكبر حجمًا، إذ يبلغ قياسها حوالي 6 × 7 أقدام.

عامل نابليون

كانت لوحة "العاصفة على بحر الجليل" لرامبرانت، التي يبلغ طولها 5 × 4 أقدام، أكبر لوحة سُرقت أثناء عملية السرقة.Credit: John Wilcox/Boston Herald/Getty Images

في عام 2005، اتخذ التحقيق في الأعمال الفنية المسروقة منعطفا إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية في البحر الأبيض المتوسط. وكان رجلان فرنسيان لهما علاقات مزعومة مع المافيا الكورسيكية يحاولان بيع لوحتين، أي لوحة لرامبرانت وأخرى ليوهانس فيرمير.

وكان العميل الخاص السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي بوب ويتمان متورطًا في محاولة لشراء اللوحتين ولكن عملية البيع فشلت في النهاية عندما أُلقي القبض على الرجلين لبيعهما أعمالًا فنية مأخوذة من متحف الفن الحديث والمعاصر في نيس بدلاً من ذلك.

ولكن، لماذا قد تهتم المافيا الكورسيكية بسرقة متحف فني في بوسطن؟

ويمكن أن تكمن الإجابة في قطعة النسر البرونزي، وهي قطعة زخرفة بقياس 10 بوصات سُرقت من أعلى علم نابليون أثناء سرقة المتحف.

وقد ولد الإمبراطور الفرنسي في جزيرة كورسيكا عام 1769، وحُول منزل عائلته السابق إلى متحف وطني.

المشتبه به وراء القضبان

كان لص الأعمال الفنية المدان مايلز كونور مشتبهًا به في البداية في عملية سرقة متحف غاردنر، وهي نظرية استبعدها المحققون عندما أدركوا أنه كان بالفعل في السجن بتهمة جرائم المخدرات في ذلك الوقت.Credit: George Rizer/Boston Globe/Getty Images

ولم يكن يوم 18 مارس/ آذار من عام 1990 هو المرة الأولى التي تتم فيها سرقة لوحة رامبرانت من متحف بوسطن.

وفي عام 1975، دخل المجرم ولص الأعمال الفنية مايلز كونور إلى متحف الفنون الجميلة في بوسطن، وخرج حاملاً لوحة رامبرانت مدسوسة في جيب معطفه الضخم.

وقد كان المشتبه به الأول لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية متحف غاردنر، لكن جدران السجن الفيدرالي، حيث كان مسجونًا بتهم تتعلق بالمخدرات، أعطته ذريعة قوية.

وعندما لم يكن يسرق الأعمال الفنية الشهيرة من صالات العرض، كان كونور موسيقيًا. ومن خلال العزف التقى بالمنتج الموسيقى آل دوتولي، الذي عمل مع نجوم من بينهم فرانك سيناترا.

وفي عام 1976، سُجن كونور بتهمة سرقة أعمال فنية في ولاية مين الأمريكية. وعلى أمل استخدام لوحة رامبرانت المسروقة للاستفادة من عقوبة مخففة، احتاج إلى دوتولي - الذي كان حينها في جولة موسيقية مع المغنية الأمريكية ديون وارويك - لتسليم اللوحة إلى السلطات نيابة عنه.

لص خفي؟

ترك الإطار الفارغ الذي كان يستخدم لإيواء لوحة مانيه "Chez Tortoni" في البداية على كرسي مكتب الأمن في الطابق السفلي، وهي حقيقة حيّرت المحققينCredit: Ryan McBride/AFP/Getty Images

كانت لوحة "Chez Tortoni" لإدوارد مانيه من بين الأعمال الفنية المسروقة، والتي كانت معروضة بالغرفة الزرقاء بالمتحف في الطابق الأول. وتبرز اللوحة لسببين، الأول هو إطارها، إذ ترك اللصوص جميع الإطارات تقريبًا خلفهم، وقطعوا بعضها من الأمام.

وكان إطار لوحة "Chez Tortoni" غير معتاد بالنسبة إلى المكان الذي ترك فيه، إذ لم يترك في الغرفة التي سُرقت منها، بل وُضع على كرسي مكتب الأمن في الطابق السفلي. ولم تنطلق أجهزة إنذار كشف الحركة في الغرفة الزرقاء.

وأثناء التحقيق في شبهة وجود لصوص أشباح، تساءل المحققون عما إذا كان ذلك يشير إلى تورط داخلي.

وقال ويتمان: "في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وجدنا أن حوالي 89% من عمليات السطو على مؤسسات المتاحف، تتم عبر الموظفين".

نشر
محتوى إعلاني