في مصر.. مصورة تتخيل العاصمة الإدارية الجديدة بلمسة فرعونية

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو هذه الصور وكأنّها التُقِطت بمصر في المستقبل، ولكنها في الواقع مشاهد ابتكرتها المصورة المصرية الهاوية أسماء التوني، بمساعدة  الذكاء الصناعي للعاصمة الإدارية الجديدة، وهي مدينة قيد البناء في البلاد حاليًا.

وعلى بُعد 50 كيلومترًا تقريبًا من شرق العاصمة القاهرة، انطلقت عملية البناء في المساحة التي تبلغ 700 كيلومتر مربع في عام 2016، وبمجرّد الانتهاء من المشروع، ستتمكن المدينة من استيعاب ما يصل إلى 6.5 مليون شخص.

في مشروعٍ خلّاق، تتخيل المصورة، أسماء التوني، مباني العاصمة الإدارية الجديدة في مصر بلمسةٍ فرعونية. Credit: Asmaa ElTouny
محتوى إعلاني

وفي مقابلةٍ مع CNN بالعربية، قالت التوني: "كان الإلهام وراء هذا المشروع يتمثل بالرغبة في إثبات أنّه يمكننا المحافظة على هويتنا الحضارية الغنية، و إبراز التراث المصري القديم، وتكريمه، مع النظر إلى المستقبل، ومواكبة الحداثة في العمارة".

"التوازن بين الماضي والحاضر"

شكّلت التوني هذه المشاهد الرائعة بمساعدة الذكاء الصناعي. Credit: Asmaa ElTouny

تجمع السلسلة بشكٍل واضح بين التصاميم الحديثة، والمعالم المعمارية التقليدية المعروفة، وجمال العناصر الفرعونية القديمة.

وفي بعض الصور، تَظهر الأعمدة الهيروغليفية الشامخة التي تزين المباني، كما تستحضر المسلات (أعمدة مستطيلة الشكل كان يتم نصبها في أزواج شاهقة أمام المعابد) الحضارة المصرية القديمة.

تمزج المباني التي تخيلتها التوني، مثل ناطحات السحاب هذه، بين العمارة الحديثة والتقليدية. Credit: Asmaa ElTouny

وكجزء من السلسلة، تخيلّت التوني مبنى حكومي ضخم بطابع مستقبلي، حيث تمتزج فيه الخطوط الحديثة الأنيقة بالنقوش الهيروغليفية المعقدة، وتماثيل الفراعنة ما يعكس الحضارة المصرية القديمة في إطارٍ حديث.

وتُظهر صورة أخرى محطة مترو مزدحمة، يتداخل فيها التطور التكنولوجي مع زخارف مستوحاة من المعابد المصرية القديمة، بما في ذلك الأعمدة التي تجسد نباتات البردي واللوتس.

وأوضحت المصور المصرية أن "هذا المزيج يبتكر رؤية فريدة تجسد التوازن بين الماضي والحاضر".

تُزيِّن أعمدة مزخرفة محطة المترو في مشروع التوني. Credit: Asmaa ElTouny

جاءت فكرة إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة لتخفيف الضغط على العاصمة القديمة القاهرة الكبرى، والتي تُعد من أكثر عواصم العالم ازدحامًا، حيث يعيش فيها حوالي 18 مليون نسمة، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات في مصر.

وإلى جانب نقل المباني الحكومية، والوزارات، والسفارات الأجنبية، يتضمن مخطط المشروع إنشاء مطار دولي، ومناطق سكنية، وترفيهية، وتوفير مساحات خضراء أكثر مقارنةً بالقاهرة، وهو جانب أظهرته المصورة المصرية في السلسلة خلال البساتين الأنيقة والحدائق الشاسعة.

الهوية المصرية في إطار معاصر

تُجسِّد هذه التصاميم التوازن بين الماضي والحاضر، وفقًا للمصورة. Credit: Asmaa ElTouny

أوضحت التوني أن "العديد من الناس اعتقدوا أنّ هذه الصور واقعية بالفعل، وسألوا عمّا إذا كان بإمكانهم زيارة هذه الأماكن. كان من المشجع أن أرى هذا الاهتمام الكبير والتفاعل مع الفكرة".

المساحات الخضراء وسط المدينة الخيالية. Credit: Asmaa ElTouny

وأشارت المصورة المصرية إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري الغني لمصر، والترحيب بالتطورات الحديثة في الوقت ذاته.

وأكّدت: "هذه المهمة تتطلب تفكيرًا إبداعيًا وتعاونًا بين المهندسين المعماريين، والمصممين، والفنانين، ولكن النتائج يمكن أن تكون مذهلة، وتقدم نموذجًا فريدًا يعكس هويتنا المصرية العريقة بطريقةٍ معاصرة".

نشر
محتوى إعلاني