مصورة في مهمة لتوثيق آخر الغابات المطيرة المتبقية في بريطانيا
ملاحظة المحرر: "نداء الأرض" عبارة عن سلسلة تحريرية من CNN تلتزم بتقديم التقارير حول التحديات البيئية التي تواجه كوكبنا، والحلول لمواجهتها. أبرمت رولكس عبر مبادرة "الكوكب الدائم" شراكة مع شبكة CNN لزيادة الوعي والمعرفة حول قضايا الاستدامة الرئيسية وإلهام العمل الإيجابي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بمساحات خضراء مورّقة وأشجار مهيبة، عُلّقت صور عملاقة للغابات المطيرة على جدران إحدى الكنائس في العاصمة البريطانية لندن.
ولكن هذه الصور لم تُلتقط في الغابات الاستوائية المطيرة، بل في غابات مطيرة معتدلة أخرى نادرة الوجود في المملكة المتحدة.
وكان هذا النوع من الغابات يغطي غالبية أجزاء غرب بريطانيا وأيرلندا، حيث وفرت الظروف الرطبة المعتدلة في البلاد الظروف المثالية لازدهارها.
واليوم، بسبب الزراعة المفرطة والتنمية، تغطي الغابات المطيرة أقل من نسبة 1% من مساحة بريطانيا، ويمكن العثور عليها في جيوب معزولة تمتد من كورنوال في الجنوب إلى شمال غرب اسكتلندا.
وعندما اكتشفت المصورة البريطانية جوانا فيستي وجود الغابات المطيرة في وطنها، سعت لرؤيتها بنفسها وجعلها في متناول الجميع.
من خلال سلسلة من الصور والتسجيلات الصوتية، المعروضة في معرض شامل داخل كنيسة فيتزروفيا بلندن، تأمل فيستي أن نشر الوعي حول الموائل المهددة بالانقراض، مع استكشاف الفوائد الصحية المحتملة للغابات أيضًا.
وتوجهت المصورة البريطانية برحلتها الأولى إلى الغابات المطيرة المعتدلة في مقاطعة ديفون، التي تقع جنوب غرب إنجلترا، وما أن وطأت بقدميها الغابة المطيرة، حتى شعرت باختلافات كبيرة، مثل انخفاض درجة الحرارة، وتنوع الأشجار، واصفة التجربة بـ"الساحرة".
ومنذ ذلك الحين، قدّرت فيستي أنها قامت بزيارة حوالي 60% من الغابات المطيرة المعتدلة المتبقية في المملكة المتحدة.
وفي كل بقعة تجدها، كانت تعمد إلى البحث عن أفضل موقع، وإعداد حامل ثلاثي القوائم، واستخدام كاميرا تناظرية، من أجل التقاط صورة ذات تعريض طويل على مدار ساعتين.
وأشارت المصورة البريطانية إلى أن ترك غالق الكاميرا مفتوحًا لفترة طويلة خلق تأثيرًا فريدًا، إذ قالت: "هناك تلك الضبابية المذهلة حيث تهب الرياح على أغصان الأشجار، بينما تتساقط قطرات مياه الأمطار على العدسة".
وأوضحت فيستي أن أسلوبها مستوحى من بحث قامت به حول "الاستجمام في الغابات"، وهو مفهوم نشأ في اليابان، حيث يُعتقد أن الهدوء والسكينة بين الأشجار أثناء التنفس العميق يساعد الناس على التخلّص من التوتر، وتعزيز صحتهم.
وكانت فيستي قد قرأت كتابًا بعنوان "Into the Forest"، وهو من تأليف عالم المناعة الياباني وخبير طب الغابات الدكتور تشينغ لي، الذي اكتشف، بعد اختبارات فسيولوجية مكثفة، أن التعرّض لبيئة الغابات لمدة ساعتين فقط مفيد من الناحيتين النفسية والجسدية.
ووفقًا لبحث لي، فإن الاستجمام في الغابات لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات يمكنه تعزيز وظائف المناعة لدى الشخص لمدة أسبوع واحد، وبعد ثلاثة أيام وليلتين تحدث تغييرات على المستوى الخلوي يمكن أن تعزز وظائف المناعة لمدة تصل إلى 30 يومًا.
ولعكس هذه المدة الزمنية المثالية، فإن سلسلة فيستي النهائية، التي تتكونّ من 26 صورة مجتمعة، تبلغ ثلاثة أيام وليلتين.
وفي الوقت نفسه، قامت المصور البريطانية بتسجيل أصوات الغابة، التي تجمع بين خرير جداول المياه، وهطول الأمطار الغزيرة، وزقزقة الطيور، وهدير الرياح بين الأشجار.
وأوضحت أن الهدف من الجمع بين العناصر الصوتية والمرئية يتمثل بإعادة خلق تجربة الاستجمام في الغابة لأولئك الذين لا يستطيعون الوصول إليها.
وقالت فيستي: "تعد مستويات القلق والاكتئاب مرتفعة للغاية في الوقت الحالي، خاصة بين الشباب، وهناك الكثير من الأبحاث حول العلاقة مع الطبيعة وفائدة ذلك"، موضحة: "أحاول استكشاف ما إذا كان بإمكاني مشاركة تجربتي في الغابة، من خلال نقلها إلى مستشفى، أو عيادة، أو مدرسة، ومشاركة ذلك الانغماس الافتراضي في الطبيعة بطريقة ما".