"جزء من الهوية الأصيلة للبلاد".. صور تكرّم الأيادي العاملة في مصر

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا مرّرت بأحد شوارع القاهرة النابضة بالحياة، فليس من الغريب مصادفة محلات، ومتاجر لأصحاب المهن الحرفية مثل محلات الحلاقة، أو النجارة، أو الحدادة.

وفي هذه السلسلة الفوتوغرافية التي تحمل عنوان "أيادي التراث"، يسلّط المصور المصري إسلام محمد عبد المقصود الضوء على أصحاب المهن الحرفية في مصر، كونهم جزء لا يتجزأ من الهوية والروح المصرية. 

وشرح عبد المقصود لموقع CNN بالعربية أنه أراد تخليد لحظات عابرة عادة ما نغفل عنها في حياتنا اليومية، لأشخاص تعمل بصمت من دون انتظار أي تقدير رغم إسهام هؤلاء في حياتنا اليومية بشكل أو بآخر.

وأوضح المصور المصري أن سلسلة "أيادي التراث" تُعد بمثابة "تكريم للأيادي التي بنت وتحمل كل تجعيدة فيها حكاية حياة"، مضيفًا أن "كل صورة في السلسلة تحمل الكثير من الماضي، كأنها تقول إن الحرفة ليست مجرد مهنة، بل هي جزء من هوية تمتزج فيها الجذور بالمعاناة اليومية". 

وأشار عبد المقصود إلى أن "هذه السلسلة هي تذكير بأن ما نشهده اليوم من تطوّر وحداثة هو نتيجة لعقود من العمل والتعب، وأيادي هؤلاء الحرفيين هي البذرة الأولى لهذا الإرث".

ورأى المصور المصري أن مشروع الأيادي العاملة يُعد توثيقا للروح المصرية الأصيلة، إذ أن لكل من هؤلاء قصة كفاح لا يعرف عنها إلا صاحبها. وغالبًا ما يعيش هؤلاء العمال في الظل، رغم بصماتهم التي لا تُمحى. .

ووجد عبد المقصود أن هذه المهن ليست محض أعمال تقليدية، بل تشكّل عمق ارتباط الإنسان بالمادة، ورغبته بتحويلها إلى عناصر خالدة.

ويذكر المصور المصري أن تجربة توثيق الأيادي العاملة المصرية كانت من أمتع تجارب التصوير التي خاضها حتى الآن، إذ لم يشعر بأي ملل قي العمل عليها. 

وقال عبد المقصود: "في كل مرة كنت أوجّه عدسة الكاميرا نحو حرفي، شعرت وكأنني ألتقط جزءًا من روحه، جزء من قصته، جزء من تاريخ ممتد. كانت تجربة مشبّعة بالتقدير، إذ أدركت أن الحرفيين يبذلون كل ما لديهم في سبيل عملهم"، مضيفًا: "هذه التجربة كانت بمثابة عودة إلى الجذور والقيم التي تنسيِها الحياة العصرية".

وقد نالت السلسلة ردود أفعال مؤثرة على منصة التواصل الاجتماعي "انستغرام"، إذ أعرب مستخدمون عن أن الصور أعادت إليهم ذكريات من الماضي عن الآباء والأجداد. وأعرب البعض الآخر عن مدى شعورهم بالفخر.