رأي.. كيف يمكن تسريع انتشار إنترنت الأشياء؟
بقلم شيري زامير، النائب الأول لرئيس حلول إنترنت الأشياء لمنطقة رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وأفريقيا في جيمالتو. (ملاحظة المحرر: جيمالتو، شركة عالمية بالأمن الإلكتروني، الآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر لـ CNN.)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم ظهور مفهوم "إنترنت الأشياء" منذ فترة من الزمن وبأشكال مختلفة، إلا أنه أصبح الآن موضع نقاش رئيسي في المحافل التقنية. ومن المتوقع نمو شعبيته بشكل كبير في الفترة القادمة، مع توقع شركة "فروست آند سوليفان" وصول الأجهزة المرتبطة بالشبكة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أربعة مليارات جهاز بحلول عام 2020.
وفي حين تحظى الأجهزة المتصلة مثل الساعات الذكية وأنظمة أمن المنازل بزخم متنامٍ بين هواة التكنولوجيا - إلى جانب الأجهزة الاستهلاكية مثل "أمازون إكو" و"غوغل هوم"- إلا أن نشر تقنيات إنترنت الأشياء في المؤسسات لا يزال في مراحله الأولى.
و.. إنترنت "5G" سيجلب كمبيوتراً خارقاً للحاق بك!
وأجريت بعض التجارب على نطاق صغير لإثبات جدوى إنترنت الأشياء، ولكن لكي تكون هذه التقنيات جديرة بالاهتمام عليها النضج والتوسع بسرعة. ورغم توافر التكنولوجيا والبنية التحتية للاتصالات إلا أن العديد من المنظمات لا تزال غير مستعدة لجني الفوائد التي يمكن أن يقدمها لها إنترنت الأشياء.
من أين نبدأ؟
يجلب العالم الدائم الاتصال إمكانيات لا حدود لها، وهو ما قد يلقي عبئاً على كاهل الشركات في بادئ الأمر. فلا شك في أن المشاريع الكبيرة ستواجه مهمة صعبة عند ربط عشرات الآلاف من النقاط النهائية، وقد تتطلب بنية تحتية خاصة لتفعيل بيئة إنترنت الأشياء وحلول أجهزة الاستشعار الخاصة بها. ومع ذلك، ليست كل الحالات على نفس القدر من التعقيد، فهناك العديد من الصناعات والقطاعات التي توظف إنترنت الأشياء على نطاقات أصغر ويمكنها الازدهار على المدى القريب، مثل الصيانة التنبؤية، والرصد عن بعد، وإدارة المباني، والزراعة، وإدارة الأساطيل.
ويمكن لإضافة إنترنت الأشياء إلى هذه القطاعات التأثير بشكل كبير على الإنتاجية. ففي حالات الصيانة التنبؤية والرصد عن بعد، يمكن لأجهزة الاستشعار رصد الأداء في الوقت الحقيقي، وإرسال التنبيهات والمعلومات التشخيصية حالما اكتشافها خلل ما، وبالتالي إتاحة وسيلة أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة لحل المشاكل مقارنة مع العامل البشري.
أفضل الممارسات لتسريع نشر إنترنت الأشياء
بمجرد تحديد أكثر المجالات ملاءمة لمشاريع إنترنت الأشياء على المدى القريب، هناك عدة عوامل ينبغي النظر فيها من أجل تسريع عملية النشر.
أولاً، ينبغي للمنظمات النظر في إمكانية توظيف حلول إنترنت الأشياء الجاهزة والمسبقة التثبيت، بدلا من الانتقال مباشرة إلى تطوير منصات خاصة بها. ويمكن لهذه الخطوة وحدها اختصار أشهر أو حتى سنوات من الجدول الزمني الخاص بتفعيل إنترنت الأشياء للمؤسسات. وهو ما يتواءم مع المرونة العالية المطلوبة لتطبيقات إنترنت الأشياء في القطاعات الصناعية، وقام العديد من عملائنا بالفعل باعتماد الحلول الجاهزة لاتصالات الآلة بالآلة، وبالتالي اختصار الوقت والجهد اللازمين لدمج نظم تشغيل إنترنت الأشياء.
قد يهمك.. تخطط للعمل في دولة الإمارات؟ هذه هي التخصصات الأكثر طلبا في المستقبل
من ناحية أخرى، يتعين علينا النظر في مدى استعداد المؤسسة لاحتضان إنترنت الأشياء واتخاذ خطوات الإعداد. ما يعني إقناع أقسام من المنظمة قد لا تكون قادرة على تصور فوائد فورية للاستثمار في إنترنت الأشياء. ومن ثم تقييم قاعدة المهارات الداخلية والعمل ضمن حدودها. على سبيل المثال، إذا كانت شركتك تفتقر إلى الخبرة في أنظمة الاتصال، فإن تعيين فريق داخلي لتطوير حلول مفصلة قد يكون أكثر تعقيداً بكثير من مجرد اختيار شريك خارجي موثوق به للمساعدة. وفي حالة الصيانة، قد يكون من الضروري أيضاً إعادة تدريب مهندسي الخدمة، لأن التعامل مع المشاكل التي تشخصها حلول إنترنت الأشياء عن بعد قد يكون مختلفا جدا عن أعمال التشخيص التقليدية.
ومن وجهة نظر تكنولوجية بحتة، تحتاج المنظمات أيضاً لإدراك مشهد إنترنت الأشياء الأوسع، ووضع العوامل المختلفة في الحسبان، مثل تباين معايير الاتصال من بلد إلى آخر. كما يتعين عليها اتخاذ قرارات آنية بشأن سبل جمع البيانات وكيفية معالجتها (سواء كانت بيانات أولية أو نصوصاً أو وسائط متعددة). وموقع معالجة تلك البيانات، سواء على الجهاز المرتبط بالشبكة أم على السحابة الرقمية أو عبر تطبيق إدارة بيئة إنترنت الأشياء. وتشمل بعض الحلول الجاهزة لإنترنت الأشياء قدرات يمكنها تبسيط عملية تجميع البيانات وتحليلها.
وأخيراً، لا يمكن الاستخفاف بأهمية أمن البيانات. إذا يمكن أن يؤدي اختراق، على أقل تقدير، إلى زيادة التكاليف وتقويض الثقة في النظام ككل وفي مدى فائدة إنترنت الأشياء للشركات.
أيضاً.. PayTabs مشروع عربي لتسهيل الدفع عبر الإنترنت
المستقبل متصل
من خلال إضافة مزايا الاتصال إلى الأجهزة التقليدية يمكننا إدارتها كجزء من العملية التجارية الأوسع - سواء كانت أجهزة البيع الآلي أو المصاعد أو أي شيء آخر يخطر على البال. ومن خلال اتخاذ الخطوات الصحيحة، يمكن تسريع نشر إنترنت الأشياء في المؤسسات وجني فوائدها. ولكن لتحقيق ذلك على المنظمات التركيز على ما يمكن تحقيقه في المدى القريب، وفهم الفروق الدقيقة التي تتطور عبرها مشاريع إنترنت الأشياء من الطرح الأولي إلى الإنتاج الفعلي. وفي حال تمكنت المزيد من المنظمات من القيام بذلك ربما يكون عام 2017 العام الذي يدخل فيه إنترنت الأشياء عصره الذهبي.