حرف المهاجرين الأفارقة بالمغرب... تسريحة "الراسطا" أهمها
الرباط، المغرب (CNN) -- تجلس إيميلي ذات الـ 25 ربيعا القادمة من الكونغو، في زاوية ضيقة من مدخل السوق الشعبي باب الأحد حيث تبيع الحلي، بعدما وصلت إلى المغرب عن طريق سماسرة تهريب المهاجرين من جنوب إفريقيا إلى شمالها. وهنا، بالمغرب انتهت رحلتها ولم تتمكن من المغادرة نحو الجنة الأوروبية.
إيميلي اليوم، هي من المهاجرات المستقرات بالعاصمة الرباط، حيث تستثمر في الحلي التي تشتريها وتعيد بيعها، لكنها تعتمد أكثر على تسريحة الراسطا كوسيلة أخرى لكسب العيش، وإعالة ابنها الذي ولدته بعد حكاية عشق لم يتبقى منها سوى هذا الطفل، كذكرى.
وبعدما كان غالبيتهم يختزل المغرب في محطة للعبور نحو الفردوس الأوروبي، حصلت متغيرات لم تكن بالحسبان لتقلب المعادلة، أهمها تسوية وضعية الآلاف منهم بمنحهم حق الإقامة في المملكة، واستفادتهم بموجب ذلك من حقوق كثيرة، لكن، لم يكف هؤلاء عن الاعتماد على قدراتهم ومهاراتهم في حرف معينة لكسب قوتهم اليومي.
داوودَ" بائع ديكورات خشبية إفريقية في مدخل سوق باب الأحد الشعبي بالرباط، هاجر بلاده السينغال، بهدف الاسقرار في أوروبا. يحكي الشاب ذو الـ25 ربيعا أنه وفي مغامرة هي الأولى من نوعها، تمكن من عبور البحار وتجاوز الغابات للوصول إلى المغرب، الذي لم يخطر بباله أنه سيصبح يوماً بلده الدائم.
الشاب السينغالي المستقر حاليا بالعاصمة المغربية أكد في تصريحات لـCNN بالعربية، أن مغامرات أبناء بلده الذين حاولوا تجاوز السياج الشائك الذي تضعه إسبانيا على مدخل مدينتي سبتة ومليلية، وما نتج عنه من موت بعضهم أو إصابة آخرين أثناء محاولة صد هجمات العبور الجماعية، أثار في نفسه رعبا، فقرر على إثر ذلك أن يوقف رحلة البحث عن النعيم في بلاد المغرب.
وتمكن عدد كبير من المهاجرين الشباب القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، بفضل بنيتهم البدنية القوية التي ساعدتهم أول الأمر في تحمل مشقة الهجرة من أسفل إفريقيا إلى أعلاها، في استثمار هذه النقطة مرة أخرى في كسب رزق يعفيهم ذل التسول، فقد عمل الكثيرون منهم في مهن شاقة بدنيا، كالبناء مثلا، وعمل آخرون في حمل السلع والبضائع، والحدادة والنجارة وإصلاح الأحذية.
تجارة متفردة
منذ بدايات ظهورهم واستقرارهم بالمغرب، استطاع الكثير من المهاجرين الجنوب إفريقيين الإلمام بأعمال التجارة والتي تعد طريقاً سريعاً نحو تحقيق عائدات مادية لابأس بها، خاصة بعرض سلع تتميز عن غيرها من السلع المنتشرة بالأسواق المغربية، كالمنتوجات الإفريقية من لباس وأثاث وديكورات خشبية لتزيين المنازل، بالإضافة إلى الأعشاب والمراهم التقليدية أو الملابس الداخلية.
مهن نسائية
الإبداع في اختيار المهن، تميزت به المهاجرات الإفريقيات أكثر من الرجال، حيث برعن في التجميل، خاصة في المدن الكبرى حيث تقبل النساء على الصالونات بكثرة، فالمهاجرات الإفريقيات، احترفن وضع الماكياج وتسريحة "الراسطا" الإفريقية، لكونها تسريحة الشعر الأكثر شهرة في بلدانهن.