فنانتان مغربيتان في رحلة استثنائية على الأقدام لاكتشاف بلدهما

نشر
3 دقائق قراءة
Credit: radia.isadac

إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— في تجربة استثنائية، قرّرت كل من هند بنجبارة ولبنى بنصالح، التجوال على الأقدام في رحلة تجوب جزءًا مهمًا من المغرب، لغرض التعرّف على معيش السكان، خاصة المرأة، وكذا لأجل اكتشاف الذات وإنجاح تحدٍ نادر قلّما يقبل عليه هواة السفر، فضلًا عن استلهام تجارب تسمح لهما بإعداد أكبر لمسرحيتهما القادمة.

محتوى إعلاني

وبدأت الفنانتان المغربيتان في رحلتهما من الدار البيضاء يوم 11 يوليو/تموز الماضي من الدار البيضاء في اتجاه الجنوب المغربي، وتجاوزتا مدن أزمور والحديدة وأسفي والصويرة وعددًا من البلدات والقرى، وهما الآن في مدينة أكادير، ومنها ستنطلقان في اتجاه تيزنيت، سيدي إفني، كلميم، تافروات، أيت باها، تارودانت، إغرم، تالوين، أولوز، ورزازات، أيت ينحدو، أيت أورير، قبل أن تحطا الرحال في مدينة مراكش، آخر محطة لهذا السفر.

محتوى إعلاني

وتشرح لبنى بنصالح في اتصال مع CNN  بالعربية أسباب هذا السفر: "نعمل على مسرحية حول قضية المرأة، وكما تعرفون فكل عمل إبداعي يحتاج إلى الإلهام حتى يكون متميزًا. لذلك فكرنا في السفر، ليس لأيام معدودات، بل لمدة لا تقل عن شهرين على الأقدام، حتى نتعرّف عن كثب على حياة النساء المغربيات".

ترى لبنى أن هذا السفر غيّر كثيرا من قناعتها: "كنا نعتقد أن النساء في القرى ربات بيوت، لكن ما اكتشفناه أمر مخالف تمامًا، النساء يقمن بالكثير من الأعمال الصعبة خارج البيت"، متحدثة عن أن هذا السفر جعلهما تستفيدان أمورا كثيرة، منها أن المغرب لا يتلّخص في محطات شاطئية، بل هناك عدة مناطق لم يصلهما الزوار، زيادة على اكتشاف ثقافات وعادات متباينة.

غير أن هذا السفر القاسي لا يخلو من صعوبات، خاصة بالنسبة لشابتين تجوبان قرى ومناطق نائية قد يقّل بها الأمن، وفي هذا الإطار تقول لبنى إنهما تخافان على نفسيهما أكثر عندما تكونان في المدن وليس في القرى، ففي هذه الأخيرة يعيش أناس بسطاء متسامحون: "رغم أننا نصل عندهم بملابس قصيرة، فلا أحد يتحرّش بنا و يرغب في إذايتنا، بينما يوجد العكس في بعض المدن".

وماذا بخصوص قضاء الليل؟ تقول لبنى إن سيرهما على الأقدام يحتّم عليهما طلب المبيت في القرى والبلدات عند السكان، وهو ما يتحقق لهما بسهولة بفضل الكرم المنتشر والرغبة الكبيرة في المساعدة، أما عندما تكونان في مدينة ما، فهما تعملان على البحث عن مخيم عمومي للمبيت.

لكن ماذا إذا وصلتا مساءً إلى مكان خالٍ؟ تشير لبنى إلى أنهما على مدار 40 يومًا تقرييًا من السفر، تعرّضتا لهذا الموقف ثلاث مرات على الأقل، لكن أول ما تقومان به هو إشعار الدرك الملكي، متحدثة عن أن قواته ساعدتهما خلال هذه المواقف الثلاثة في تدبر مكان لقضاء الليل، متحدثة عن أنهما لقيتا كذلك مساعدة كبيرة من لدن السكان في تأمين الطرق ومرافقتهم لعدة كيلومترات.

نشر
محتوى إعلاني