سيرتا الأمازيغية.. خمس معلومات قد لا تعرفها عن قسنطينة بالجزائر

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: public domain

 الجزائر (CNN)—   اختيرت عاصمة للثقافة العربية عام 2015 من لدن اليونسكو عاصمة للثقافة العربية، لتكون ثاني مدينة جزائرية تحظى بهذا الشرف بعد الجزائر العاصمة، ممّا جعل الكثيرين يحاولون معرفة هذه المدينة التي لا تظهر كثيرا في الإعلام، وربما أن للروائية أحلام مستغانمي فضل كبير في التعريف بها خلال العقدين الأخيرين، إذ حضرت المدينة في ثلاثيتها الشهيرة.

محتوى إعلاني

سيرتا في السابق أو قسنطينة حاليا، هي واحدة من أجمل وأعرق مدن الجزائر، توجد في شمال شرق الجزائر، ويقترب عدد سكانها من مليون نسمة وفق معطيات رسمية، بطقس متنوع بين البارد شتاء والحار صيفا، وبحضارة تاريخية تجعلها إحدى أقدم مدن شمال إفريقيا، وبمؤهلات سياحية لا تخطئها العين، تعدّ قسنطينة عروس الشمال الشرقي للجزائر.

محتوى إعلاني

وفيما يلي خمس معلومات قد تجذبك لزيارة قسنطينة:

1.الجسور المعلقة: أقيمت المدينة في منطقة وعرة من حيث التضاريس، زاد من ذلك أن وادي الرمال يشق أجزاءً كبيرة منها، لذلك أقيمت فيها ثمانية جسور تربط شرقها بغربها، هي جسر باب القنطرة، جسر سيدي راشد، جسر سيدي مسيد، جسر ملاح سليمان، جسر مجازن الغنم، جسر الشيطان، جسر الشلالات، و جسر صالح باي .

يمكن التنقل على هذه الجسور بالسيارة أو على الأقدام، وهناك جسر مخصص فقط للراجلين هو جسر ملاح سليمان الذي لا يتجاوز عرضه مترين ونصف. تتيح لك هذه الجسور مشاهدة مناظر جد رائعة كما عليه الحال بجسر الشلالات، ويعد جسر سيدي مسيد أعلى جسور هذه المدينة، بُني عام 1912، ويمكّن الزائر من رؤية مناظر بانورامية للمدينة.

2.مآثر متنوعة: تزخر المدينة بعدة مساجد بديعة، أشهرها مسجد الأمير عبد القادر الذي يعدّ أحد أجمل المساجد في العالم، وهو أكبر مسجد في البلاد حاليا إذ يتسع لـ15 ألف مصلٍ، بني عام 1969. وهناك المسجد الكبير، الذي شُيد في عهد الدولة الصنهاجية الحمادية خلال القرن الـ12 ميلادي، وهو أقدم مسجد في المدينة، كما يوجد جامع سيدي الأخضر الذي بناه الباي حسن بن الحسين عام 1743.

كما عليك الوصول إلى نصب الأموات، الذي شيدته فرنسا تخليدا لضحاياها خلال الحرب العالمية الأولى، حيث يمكنك مشاهدة مناظر جميلة للمدينة، ويمكنك زيارة قصر الباي أحمد، التحفة المعمارية الأخاذة بالمدينة، وأيضا ضريح ماسينيسا، وهو برج مربع بني قبل الميلاد ونُسب إلى حاكم إغريقي يحمل الاسم ذاته، وكذلك الأقواس الرومانية التي تعود إلى الحضارة الرومانية.

3.الراحة والاستجمام: توفر لك قسنطينة عدة أماكن للراحة بعيدا عن الضجيج، منها حمامات المدينة التي لا تزال تحافظ على هندستها العثمانية، حيث يمكنك الاسترخاء بالطريقة القديمة، ومن أشهر حماماتها هناك حمام دقوج.

وإذا أردت الطبيعة الجميلة، فما عليك سوى زيارة بساتين المدينة وحدائقها كحديقة بن ناصر، أو أن تقصد إقامة صالح باي، خارج قسنطينة بثماني كيلومترات، أو حتى غابة المريج خارج المدينة.

4. الصناعات التقليدية:  تعد قسنطينة إحدى أشهر مدن الصناعات والحرف التقليدية بالجزائر، يمكنك مشاهدة النقش على الخشب وصناعة الخزف والرسم على الحرير والنقش على النحاس، كما يمكنك مشاهدة إبداعات المرأة الجزائرية في الخياطة وحتى ابتياع "قندورة قسنطينية" (ثوب طويل)، ولا تنس زيارة حي الصاغة حتى تشاهد الحلي والمجوهرات التي تزين عرائس المدينة.

5.مدينة التاريخ والفكر: كانت سيرتا عاصمة لمملكة نوميديا الأمازيغية التي سيطرت على عدة أجزاء من شمال أفريقيا قبل الميلاد، ثم سيطر عليها بعد ذلك الرومان، وتعرضت للتخريب في عهدهم، فأعاد الامبراطور الروماني قسطنطين بناءها وأطلق عليها اسمه، وسيطر عليها بعد ذلك البيزنطيون والوندال، ثم دخلت في العهد العربي والإسلامي، وبعد ذلك دولا أخرى منها العثمانيين والحفصيين والفرنسيين.

كل هذه الحقب التاريخية جعلت قسنطنية مرتعا لتمازج عدة حضارات، كما عاش في كنفها اليهود والمورسكيون، وولدت المدينة على مدار تاريخها عدة أدباء كالطاهر وطار ومالك حداد.

نشر
محتوى إعلاني