درب سيناء..عندما يراهن البدو على وجهة للمشي في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "درب سيناء" يشكّل عامل جذب سياحي بمرتفعاته، ووديانه الرملية، ومكانته التاريخية، ويظهر بين طيات الكثبان الرملية الذهبية التي تفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا.
ويمتد درب سيناء على مسافة 230 كيلومتراً من خليج العقبة إلى المناطق الداخلية الجبلية. وأُسس في العام 2015 ليكون أطول مسار لرحلات المشي ذات المسافات الطويلة. ويعمل درب سيناء على توفير مصدر رزق لسكانه البدويين، والمحافظة في الوقت ذاته على تراثهم التقليدي المعني بالترحال. ويرشد الرحلة، التي تدوم لأسبوعين، رجال ينتمون إلى إحدى القبائل البدوية الثلاث في المنطقة، وهم: الترابين، ومزينة، وجبلية، وذلك بالتعاون مع منظمٍ إيطالي.
ويكمن سحر درب سيناء، بأنه ليس مجرد دربٍ عادي، بل هو دربٌ اجتازه البدويون القدماء عند تأسيس دير "سانت كاترين" في القرن السادس، حيث وكّل الامبراطور البيزنطي جستينيان مجموعة من الحراس بمهمة حماية الحجاج والرهبان.
وتكمن أهميته التاريخية بانه بمثابة مسار بري للهجرة البشرية من القارة الأفريقية إلى بلاد الشام منذ 120 ألف عام، بحسب نظريات بعض العلماء.
ويوفّر الترحال في درب سيناء لمحةً عن الحياة البدوية التقليدية التي تبدأ بإفطارٍ يتكون من الخبز والقهوة التي تفوح منها رائحة الهال، وتتخللها أساطير الرجل الذي صادق ذئباً أو المدينة الذهبية المخبأة في إحدى جبال سيناء، ثم تنتهي بالنوم تحت ضوء القمر.
وتستطيع أيضاً الاستمتاع بنشاطات أكثر حداثة مثل تسلق الصخور، وركوب الدراجات على الجبال.
ولكن، أثرت الأحداث السياسية بشكلٍ سلبي على الأنشطة السياحية في المنطقة، مثل: الثورة المصرية في العام 2011، والهجوم الإرهابي في مسجدٍ صوفي شمال سيناء، وسقوط الطائرة الروسية.
وتركت تلك الأحداث العديد من البدويين بدون عمل، حيث شهدت المنطقة تحذيرات سفر من مختلف الحكومات، بالإضافة إلى إلغاء العديد من البرامج السياحية.
ويمكن ملاحظة هشاشة قطاع السياحة وخصوصاً بعدما اضطر البدويون إلى بيع الإبل التابعة لهم والانتقال إلى المدن بحثاً عن العمل.
وعبّر المرشد البدوي من قبيلة الترابين، مُسلّم أبو فرج، عن قلقه قائلاً: "نريد تعليم أبنائنا العمل مع الإبل والصحراء، فهذه هي تقاليدنا التي توارثناها عبر الأجيال."
ولذلك، قامت القبائل الثلاث بالتعاون وبدء حملةٍ للتأكيد على أمان المنطقة بعنوان "سيناء آمنة". وتركزت الحملة على تصوير منظمي الرحلة وهم يحملون لوحاتٍ كتب عليها عنوان الحملة ثم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولقت الحملة نجاحاً واسعاً وخصوصاً عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك."