المرأة السعودية تكسر الصورة النمطية..وتعمل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مقهىً مزدحم، تمتزج همهمات المحادثات مع خطوات موظّفات يسعين إلى تلبية احتياجات زبائنهن، النساء منهم والرجال، والتي تتكون من جرعات كافيين يومية.
ورغم أن هذا منظر عادي للكثيرين حول العالم، إلّا أنه يُعد خطوةً جديدة في المجتمع السعودي الذكوري.
السعودية منال غزوان، الحاصلة على شهادة ماجستير في إدارة سلامة الأغذية، واحدة من النساء اللواتي يوجّهن المملكة نحو بدايةٍ جديدة، حيث تعمل مديرة في مقهى "ستاربكس" في الرياض.
وقالت غزوان إنها، مع زميلاتها الحاصلات على شهادة بكالوريوس، انجذبن إلى "التحديات والفرص التي يوفرها العمل لدى شركة عالمية مثل ستاربكس."
ولأعوام عديدة، حظرت قوانين العمل في السعودية الاختلاط بين الجنسين في مكان العمل، ما يجعل فريق عمل غزوان مميزاً بسبب تلبيته لاحتياجات الزبائن من النساء والرجال معاً.
وقال بدر الجلاجل الذي افتتح مقهى "12 Cups" في إحدى الشوارع الراقية في الرياض: "أصبح يُوجد مؤخراً تقبل غير معلن عنه تجاه الاختلاط بين الجنسين في بيئة العمل."
ويعمل في المقهى خمسة رجال سعوديين وبعض الوافدين، ويخطط الجلاجل لافتتاح مقهىً آخر تديره موظفات من النساء فقط.
وبدأت القوانين السعودية تتغير تدريجياً منذ أعوام، فمثلاً، صدر قانون في العام 2011، يقضي بأن جميع المحلات التي تبيع منتجات خاصة بالنساء مثل الملابس الداخلية يجب أن تديرها نساء فقط. وسُمح لبعض المتاجر مثل الصيدليات ومحلات البصريات بطلب التراخيص لتوظيف النساء في العام 2016، شرط عدم اختلاطهن مع الموظفين والزبائن الذكور.
وتهدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي وضعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى زيادة مشاركة النساء في قطاع العمل بنسبة تتراوح بين 22 بالمئة و30 بالمئة بحلول العام 2030.
وقال المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، خالد أبا الخيل، "تعمل الآن 600 ألف امرأة سعودية في القطاع الخاص.. بينما لم يتجاوز هذا العدد 90 ألف امرأة سعودية في العام 2011."
ويشهد المجتمع السعودي تحولاً آخر يتمثل بإقبال الرجال السعوديون، وليس النساء فقط، على وظائف القطاع الخاص.
ورغم أن نسبة البطالة في المملكة تبلغ 12.8 بالمائة، إلا أن ولي العهد السعودي كشف في العام 2016 عن مجموعة من الاصلاحات تهدف إلى خلق فرص عمل لآلاف السعوديين لخفض نسبة البطالة إلى حدود 7 بالمئة بحلول 2030. ولتشجيع ذلك، فرضت الحكومة ضريبة شهرية على توظيف كل وافد أجنبي.
ويعود السبب وراء عزوف غالبية السعوديين عن العمل في وظائف القطاع الخاص سابقاً إلى عدم تشجيع عائلاتهم، وعدم الرغبة بتوظيفهم، بسبب انخفاض كلفة توظيف العمالة الأجنبية مقارنة بهم. وفي هذا السياق، يبلغ راتب نادل سعودي في مقهى "12 Cup" قيمة 1,600 دولار شهرياً، بينما يبلغ راتب نظيره الأجنبي 533 دولاراً شهرياَ.
ورغم توظيف النساء في القطاع الخاص، إلا أنه يصعب إقناعهن بالبقاء، إذ قال مؤسس "مدى" للاستشارات التوظيفية، رضوان الجلوة: "يترك 4 من 10 نساء وظائفهن بعد عدة أشهرٍ وفقاً لطلبات عائلاتهن،" مضيفاً أن "مستوى الطلب للنساء العاملات السعوديات لا يزال منخفضاً بالمقارنة مع الرجال، حيث وصلت نسبة البطالة لدى السعوديات في الربع الثالث من العام 2 إلى016، قرابة 34.5 بالمئة."