ركاب طيران الإمارات سيشاهدون العالم من خلال "نوافذ افتراضية" في المستقبل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل ستتمكن من النوم داخل طائرةٍ بلا نوافذ؟ قد يبدو ذلك كابوساً لمن يعاني من رهاب الأماكن المغلقة، ولكن لطيران الإمارات تصميمٌ جديد يخطط لإزالة النوافذ من الطائرات واستبدالها بـ"نوافذ افتراضية".
وتستخدم "النوافذ" تقنية كاميرا الألياف البصرية، لعرض مشاهد واقعية مباشرة للعالم الخارجي.
وأثار كشف الغطاء عن التصميم الجديد العديد من وجهات النظر في عالم الطيران، حيث لم تُقابل الفكرة بإقبالٍ من الجميع، فقال الشريك المؤسس لإستوديو "ACLA" للتصميم في كاليفورنيا، فيكتور كارليوز، لـCNN في بداية هذا العام إنه رغم وجود بعض الفوائد الهيكلية لإزالة النوافذ، إلا أن البعض يعتقد أن "وجود نقطة اتصال مع العالم الخارجي تُحسّن من تجربة المسافرين."
ويرى كبير المحللين في شركة "استراتيجيك إيرو" للأبحاث، ساج أحمد، أن الطائرات بدون نوافذ هي فكرةٌ لن تتحقق لعدة أسباب منها حالات الطوارئ، فقال: "في حالات الطوارئ، يحتاج طاقم المقصورة عادةً للنظر إلى الخارج للبحث عن نقاط ٍمرجعية لتنسيق عمليات الإخلاء،" مضيفاً أن "توفر وعي مرئي ومكانيّ من الأمور المهمة، والتي لا يمكن توفرها على متن الطائرات بلا نوافذ، وخصوصاً في حالة عدم عمل النوافذ الكهربائية بسبب عطلٍ كهربائي."
وشدّد أحمد أيضاً على ضرورة حصول تغييراتٍ على المستوى التنظيمي في حالة الاعتماد على طائرات بلا نوافذ، مثل: العمل على اختباراتٍ جديدة تتعلق بأنظمة الإخلاء وإخماد الحرائق، بالإضافة إلى تغييراتٍ هندسية ترتبط بمستوى الضغط.
ووافق أحمد على موقف كارليوز من الطائرات بلا نوافذ، إذ قال إن "المسافرين يُفضلون ببساطة المناظر الطبيعية في الخارج، ولا يمكن التغلب على ما تراه العين المجرّدة مهما تطورت التكنولوجيا."
وعلى عكس التصميم الجديد لطيران الإمارات، يُوجد العديد من المركبات الجوية المستقبلية التي تحتضن فكرة وجود نوافذ أكبر.
ويتميز طراز "دريم لاينر" من شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات بالنوافذ الكبيرة على متن الطائرة، فيما صممت شركة "إيرباص" مقصورة بجدرانٍ شفافة عُرِضت في معرض باريس الجوي في العام 2011.
وأما الشركة البرازيلية الجوية "إمبراير"، فابتكرت كابينة "كيوتو" المصممة لطائرة "Lineage 1000E"، التي تتميز بنوافذ بانورامية تمتد لتغطي معظم جدران المقصورة.
وقد يعني هذا أننا نتجه إلى مستقبلٍ تسود فيه الطائرات بدون طيّار، ولكن لأحمد الشكوك ذاتها تجاه هذا النوع من الطائرات أيضاً، إذ يُوضح أن "فكرة الطائرات بدون نوافذ ممكنة، ولكن لا يعني ذلك أنها ستحدث،" ولذلك،: "ينطبق الأمر ذاته على تقنية الطائرات بدون طيار."