أول شابة سعودية.. من جبل كليمنجارو إلى أعلى قمة إفرست

نشر
3 دقائق قراءة

تقرير: غزل صلاح

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "شعرت أن تسلق الجبال هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، فهي لم تكن فكرة بقدر ما كانت نداء وهدف". هذا ما قالته السعودية، رها محرق، عن بدايات تسلقها لجبال العالم.

كانت محرق مع مجموعة من أصدقائها، عندما قالت إحدى الفتيات بشكل عشوائي "سأتسلق جبل كليمنجارو هذا الصيف"، وعندما سألت محرق صديقتها عن الجبل، أجابت أنه "أعلى قمة في أفريقيا".

اتصلت محرق بوالدها وأخبرته أنها ترغب في تسلق جبل كليمنجارو، لا تذكر الشابة السعودية شيئاً مما قاله والدها لها سوى كلمة "لا"، وكانت هذه الكلمة بمثابة دافع لها حتى لا تتخل عن حلمها

وبدأت الشابة السعودية تسلق الجبال عندما بلغت عمر الـ26 عاماً، فهي لم تتوقع أنها كانت ستخوض هذه التجربة في وقت متأخر من حياتها، ولكنها كانت "رائعة" كما وصفتها.

وشاركت محرق في 14 بعثة وتسلقت سبع قمم من جبال العالم، وكان جبل إفرست من بينها، لتكون بذلك أول شابة سعودية تتسلق أعلى قمة في العالم، حيث كرست عاماً كاملاً للتدريب حتى تسلّح نفسها بالمعدات، وتصبح جاهزة لخوض تجربة جديدة مع إفرست.

يومياً، كانت تتسلق الشابة السعودية الجبال لمدة 12 ساعة، إذ أوضحت: "أحاول الابتعاد عن التفكير السلبي، وتذكر دوماً سبب تسلقي للجبال، فأنا لا أسير 12 ساعة على الكورنيش، وإنما 12 ساعة مع حقيبة تزن 25 كيلوغراماً".

وكان لمحرق المتسع من الوقت للتفكير بعائلتها وطموحاتها خلال تسلقها الجبل، إذ قالت: "وكأن الإنسان على متن قطار من المشاعر والعواطف، خاصة إذا كان يشعر بالإرهاق بسبب ساعات التسلق الطويلة".

وبعد 60 يوماً من تسلق إفرست، وصلت الشابة السعودية إلى القمة، ولم تتمكن من وصف مشاعرها خلال الـ12 دقيقة التي قضتها على أعلى قمة الجبل، حيث شعرت أنها "صغيرة جداً وتملك العالم". 

ولطالما انتابتها مشاعر الخوف من ظروف التسلق التي لا تستطيع السيطرة عليها، مثل سوء الأحوال الجوية أو السقوط. ولكن "الموت من البرد" كان خوفها الأكبر، لأنها معتادة على أجواء الطقس في السعودية والإمارات.

ورغم أنه كان للمجتمع ردة فعل نموذجية تتضمن الثناء والانتقادات السلبية، إلا أن محرق تعتبر أن "هذه علامة تدل على مدى عظمة الشيء الذي قمت به،" بحسب قولها.

وتبحث محرق حالياً على ناشر مناسب لكتابها، الذي يوثق رحلة تسلقها لقمم الجبال السبع، بهدف أن تتمكن من تغيير بعض عقليات الناس ووجهات نظر الجيل القادم.

أما الأشخاص الأكثر إلهاماً لها، فوصفتهم بالعبارة التالية: "كل شخص لم يأخذني بجدية سواء بسبب جنسيتي، أم ديني، أم لون بشرتي، أم جنسي، أفضل انتقام هو أن لا أكرهم وألا أسمح لانتقاداتهم السلبية أن تأكلني وتقضي علي".

نشر
محتوى إعلاني