أمل باعطية.. من مديرة استثمار لأول مدربة سعودية للـ"كروس فيت"

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير ياسمين عواجه
Credit: Amal Baatia

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN) -- انتقلت أمل باعطية من التدرب في غرفة متواضعة ملأتها بالمعدات الرياضية إلى أن أصبحت أول مدربة سعودية لرياضة الـ"كروس فيت"، ولكن رغم ذلك، تقول السعودية: "لا يهمني أن أكون الأولى"، فما هو هدف أمل؟

محتوى إعلاني

نشأت باعطية في جدة طوال حياتها، ولطالما كانت طفلة نشيطة، حيث كانت تمارس رياضة الجمباز في مدرستها في الثمانينات قبل أن يتم "منع" هذه الرياضة. كما أن والدتها كانت تحرص على أن تمارس ابنتها مختلف الأنشطة مثل التنس، والسباحة، الجري.

وتعرفت باعطية إلى رياضة الـ"كروس فيت" في العام 2013 بفضل أصدقائها في دبي. وسرعان ما تعلقت السعودية بهذه الرياضة إلى درجة أنها كانت تسافر من المملكة العربية السعودية إلى دبي بشكلٍ متكرر لتعلم المزيد وحضور الدروس حتى نجحت في التأهل لتصبح مدربة معتمدة للـ"كروس فيت" في العام 2014.

Credit: Amal Baatia

ولكن، عند سؤالها عن شعورها بكوها أول مدربة "كروس فيت" سعودية، قالت باعطية في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "لا يهمني أن أكون الأولى.. وبصراحة، ما يهمني هو تمكين النساء عبر هذه الرياضة". وترغب باعطية القيام بذلك من خلال تعليم النساء أن اللياقة هي "أهم شيء يمكن أن تحصل عليه المرأة"، وذلك سواءً من خلال الـ"كروس فيت" أو أي رياضة أخرى.

وما جذب باعطية تجاه رياضة الـ"كروس فيت" تحديداً هي كون هذه الرياضة "دائمة التحدي لقوتك وقدراتك البدنية"، إذ تشتمل على أنشطة متنوعة مثل التمرينات الهوائية (أيروبيكس)، ورفع الأثقال، والجمباز.

ولكن، لم يكن الطريق إلى احتراف هذه الرياضة سهلاً بالنسبة لباعطية، حيث لم تتوفر في السعودية المراكز أو الكوادر المتخصصة للـ"كروس فيت". ولذلك، لجأت باعطية إلى التدريب في مساحتها الخاصة، وشرحت ذلك قائلةً: "لقد كان الأمر صعباً جداً.. وبدأت في غرفةٍ صغيرة في منزلي". كما اضطرت باعطية إلى طلب المعدات التي كانت تحتاج إليها عبر الإنترنت لكونها غير متوفرة في السعودية آنذاك، وهي مشكلة مستمرة إلى الآن، وفقاً للمدربة.

ومن غرفة التدريب المتواضعة، أصبحت أمل تمتلك استوديو رياضي خاص بها في جدة، باسم "Amal B Fitness".

وبهدف تفريغ نفسها لشغفها في الرياضة، قررت أخذ مجازفة كبيرة وتركت وظيفتها العام الماضي، والتي كانت تشغل فيها منصب مديرة استثمار. وهي الآن تعمل كمدربة بدوام كامل، بالإضافة إلى كونها من أحد أعضاء الاتحاد السعودي للياقة البدنية والصحة.  

ورغم خوف باعطية من ردود فعل الأشخاص عندما بدأت تشارك رحلتها الرياضية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها تفاجأت من التشجيع والدعم الذي حظيت به، فقالت: "كنت قلقة من عدم تقبل الأشخاص إلى حقيقة أن أنثى سعودية تستطيع القيام بهذه الأشياء، ولكنهم كانوا رائعون حقاً".

وباعطية ليست رياضية ومدربة فقط، بل هي والدة لطفلين أيضاً. ورغم صعوبة هذا الأمر، تؤمن باعطية أن "الحياة عبارة عن خيارات". وبغض النظر عن التحديات التي تواجهها، إلا أنها تؤكد حبها لما تفعله، إذ قالت: "إذا اختار المرء أن يقوم بشيءٍ ما، فسيقوم به بدون أعذار".

نشر
محتوى إعلاني