بقلوب جريئة.. كيف يعيش هذا الرجل وأطفاله مع الثعابين في مصر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بين أزقة قرية أبو رواش الضيقة في مصر، قد يكون منزل أحمد الرفاعي مختلفاً عن باقي المنازل الأخرى.. فبدلاً من أن تسمع شجارات أطفال، سيتردد على مسامعك صوت فحيح الأفاعي التي تجوب في أرجاء المنزل.
وفي اللحظة التي تخطو قدماك فيها عتبة باب الصياد المصري، ستجد صناديق زجاجية وخشبية تخرج منها ثعابين طويلة. وبينما تلتقط أنفاسك الأخيرة لحظة اقتراب أحد الأفاعي منك، ستصيبك حالة من الذهول عندما ترى أطفالاً يداعبونها كما يُداعبون ألعابهم.
وتوارثت العائلة المصرية مهنة صيد الثعابين وترويضها حتى هذا اليوم، حيث يعلّم الرفاعي أطفاله قوة القلب منذ الصغر. وبعد أن اكتسب الصياد المصري خبرة طويلة في تربية الأفاعي، بات بإمكانه اليوم تفريق الثعبان السام من غير السام، وذلك نسبةً إلى شكله، ونوعه، ورقصته المختلفة.
وتربية الأفاعي ليست مجرد هواية بالنسبة للصياد المصري، بل يتخذها أيضاً كمهنة أساسية في حياته. وبعد أن يصطاد الثعابين السامة، يقوم الرفاعي بتوريدها إلى خارج البلاد، بهدف استخدام سمّها في أدوية العلاج للبشر أو الحيوانات.
ويُشار، إلى أن الثعابين لا تُستخدم فقط بدافع علاج الأمراض فحسب، وإنما كانت تُرمى قديماً في أحضان النساء اللواتي لا يُنجبن الأطفال.
ويصطاد الرفاعي الثعابين من الأراضي المصرية الزراعية، بينما يستورد الأفاعي الأوروبية من خارج البلاد. وبالنسبة إلى الثعابين السامة، فلا يمتلك أياً منها في المنزل، بسبب تهديدها لحياة الأشخاص.
وفي حديث الصياد المصري مع موقع CNN بالعربية، قال: "في حال تعرض أحد الأشخاص للعض، فمن المهم أن يلف مكان الإصابة بأكثر من ربطة، إلى حين انتقاله للمستشفى، وإجراء الإسعافات الأولية".
ولا يصطاد الرفاعي الثعابين فحسب، وإنما يلتقط أيضاً الطيور الجارحة والزواحف المختلفة. ورغم أن الأفاعي حيوانات غامضة لا تُظهر أي تعابير مباشرة، إلا أنه يسهل على الرفاعي فهمها. ومع مرور الوقت، استطاع الصياد المصري اكتساب هذه المهارة حتى بات بإمكانه تحديد موعد رغبتها في تناول الطعام.