بين حمّامات الطين وصيد المحار..هكذا يروج السكان المحليين للسياحة في تايلند

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Aotar / Flickr, Creative Commons

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع شواطئها الرملية الناعمة البيضاء، وبحرها بلونه الفيروزي، وطعامها الرائع، تتصدّر تايلاند قائمة أبرز الوجهات السياحية لقضاء العطلات، وهي رابع أبرز وجهة سياحية في العالم، حيث استقطبت رقماً قياسياً في عدد السياح في عام 2018 فقط، وصل إلى 38.3 مليون سائح، كما جمعت عائدات سياحة بقيمة 62 مليار دولار . ولكن، هل يحصل السياح على تجربة حقيقية للحياة اليومية في تايلاند؟

محتوى إعلاني
Credit: Andrew Watson/Getty Images
محتوى إعلاني

وفي عام 2012، أنشأ سمساك بونسام شركة تدعى "local Alike" وهي شركة ترّوج لـ"السياحة المجتمعية". وتوفر "Local Alike"، عبر منصتها على شبكة الإنترنت، فرصة للسياح لمغادرة المنتجعات، وزيارة أكثر من 100 مجتمع، من بينها قبائل تعيش على التلال، وقرى الصيادين.

ويطمح بونسام من خلال ذلك المشروع أن يعالج مسألة عدم المساواة الحالية من خلال توفير فرص العمل وتوجيه أموال السياحة "للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها"، بالإضافة إلى منح السياح الفرصة "لتجربة جديدة وإقامة روابط شخصية مع السكان المحليين".

وفي قرية بعيدة عن المدينة المزدحمة والصاخبة، بانكوك، يقع منزل سورن فينجساي، والذي يُعرف بلقب العم سورن، في قرية سانتور بمحاذاة شبكة من قنوات المياه المالحة، تصطف حولها أشجار المانغروف ومنازل الصيادين.  لا وجود للشوارع هنا، والتنقل يكون عبر القوارب فقط.

ورغم أنه يبلغ من العمر 76 عاماً، إلا أن العم سورن يشغل وظيفتين، كمزارع روبيان ومحار، بالإضافة إلى عمله كمرشد سياحي. وعندما بلغ الـ12 عاماً من عمره، كان يساعد عمته في تعبئة البرك في الجزء الخلفي من المنزل بمياه البحر، وانتظار المياه لتتبخر، لاستخراج بقايا الملح.

وعندما جفت الأرباح من زراعة الملح، أعاد سورن إحياء أعماله كمزرعة لجمع الروبيان والمحار، إذ يقول أنها "أكثر نجاحاً" من زراعة الملح. ويتكون عمل سورون من جمع محارات صغيرة من البحر، ونقلها إلى أحواضه، ثم ينتظر 8 أشهر حتى تنمو، ويخرجها من المياه بيده لبيعها للتجار. كما يجب عليه أن يراقب باستمرار الحلزونات المفترسة التي تحاول أن تشق طريقها إلى المحارات محكمة الإغلاق لتناولها.

ويستمتع السياح هناك بوجبة مأكولات بحرية، بالإضافة إلى اصطياد المحار بأيديهم، لكن يتمتع الروبيان بسرعة الحركة، والقفز باستمرار، بحسب ما يقول سورن.

وعندما قبض عليه وواجهه أحد أفراد الشرطة بأنه يدمر مستقبل البلاد بفعلته تلك، قرر منمان أن ينظف سجله المتسخ بعد أن كان يبيع المخدرات للمراهقين في تايلاند.

وفي عام 2012، تغيّر حظه عندما التقى بفود هيما. كشريكين تجاريين، يكمل الرجلان بعضهما البعض. وتتلخص مهمتهما في انتشال المجتمع بأسره من الفقر. وللقيام بذلك، كرسا أنفسها للحياة المستدامة.

ويشرح هيما أن الخطوة الأولى كانت إقناع  السكان المحليين بضرورة وقف قطع أشجار المنغروف لاستعمالها في أعمال البناء. فهي الأرض التي يحتمي فيها كائنات سرطان البحر لتتكاثر، وهي مصدر دخل القرية الرئيسي، كما أنها تجذب السياح. 

وتُحفظ كائنات سرطان البحر داخل خزان في مأمن من شبكات الصيد، حتى تكون مستعدة للتناسل. ويقوم السياح خلال زيارتهم بالمساعدة في إعادتها الى البحر، بالإضافة إلى المساعدة في زراعة قصاصات أشجار المنغروف.

ويروي ميمان بداية فكرته الجديدة "بعد الانتهاء من زراعة المنغروف، نصطحب السياح للاغتسال في البحر،" لكن بدلاً من تنظيف أنفسهم، بدأت المجموعة بجمع الطين من البحر ورميه على بعضها البعض. 

وأظهر تحليل المختبر أن الطين غني بالمعادن المفيدة بما فيها السيليكون، والتي تنفع البشرة والشعر. فهي تجربة "سبا" طبيعية يعرضها هيما وميمان الآن، و قد أثبتت شعبيتها لدرجة أنهم أطلقوا منتجات تجميل جديدة مصنوعة من الطين، بما فيها الصابون، وقناع الوجه، و علاج الشعر.

ونتج عن ذلك انتعاش السياحة في مقاطعة بان لايم. ويقول ميمان إنه يشعر بفخر كبير بالإنجازات التي حققها، موضحاً: "لم يعد يتجاهلني أحد بعد الآن". 

نشر
محتوى إعلاني