مشوار الألف ميل..هذا ما قاله أوائل الأشخاص الذين ساروا على امتداد سور الصين العظيم

نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عام 1984، قرر دونغ ياو هيو برفقة صديقيه الانطلاق سيراً على الأقدام في رحلة على امتداد سور الصين العظيم. فكيف كانت تلك الرحلة الجنونية؟

محتوى إعلاني
أول من ساروا على امتداد سور الصين العظيمCredit: Dong Yao-hui
محتوى إعلاني

بدأت رحلتهم في لاولونغتو، أو كما تُعرف باسم رأس التنين القديم، في ممر شانهاي، حيث كان ما يُعتقد سابقاً أنه أقصى شرق السور والذي يمتد إلى بحر بوهاي. من هناك، صعدوا غرباً نحو جبال مقاطعة هيبي والأراضي الصينية الشاسعة.

وعند غروب شمس أول الليل، أحرز الثلاثة تقدماً جيداً واتخذوا ملجأ من الحصون المتهالكة، والتي كانت منذ قرون من الزمان، تستوعب الرجال الذين وقفوا ذات يوم على السور، ربما خلال فترة مراقبتهم الغزاة من الشمال.

هناك، فكروا في الرحلة التي أمامهم، أي السير لمدة 17 شهراً لحوالي 8،850 كيلومتراً من أجل اختبار قدرتهم على التحمل، لكنهم أيضاً أخذوا في عين الاعتبار سجلات الأرقام القياسية، كأوائل الأشخاص الذين ساروا على امتداد السور العظيم.

ولم تغير الرحلة حياة الأصدقاء الثلاثة فحسب، بل غيرت قيمة السور نفسه، وساعدت في الحفاظ عليه ورفعته إلى المكانة التي يحتفظ بها اليوم.

ويستذكر دونغ، البالغ من العمر 62 عاماً بأنها "كانت المرة الأولى التي يقوم فيها أشخاص بمهمة استكشاف سور الصين العظيم بأكمله"، مضيفاً: "تركنا خلفنا أول مسار كامل من آثار الأقدام، لقد كانت رحلة شاقة".

وحلال مايو/ أيار عام 1984، كان السور العظيم مشهوراً خارج الصين، حيث كانت رؤية هيكله ممكنة، بحسب الأسطورة من الفضاء. ومع ذلك، ربما كان سطح القمر معروفاً أكثر من حدود السور في ذلك الوقت. 

سور الصين العظيمCredit: Yong Xiong/CNN

وبدأ العمل عليه منذ أكثر من 2500 عام، وأُضيفت العديد من الأقسام المختلفة في العصور اللاحقة، حيث سعت سلالات وفصائل متنافسة إلى فرض سيطرتها عليه.

وتوقف العمل في القرن السابع عشر. واليوم، يصل امتداد السور إلى أكثر من 21 ألف كيلومتر ، عبر 15 مقاطعة، و97 محافظة، و 404 أقاليم.

وأوضح دونغ أن "السياحة في سور الصين العظيم تعطي المجتمع المحلي دفعة هائلة مع تطورها"، مضيفاً: "انظر إلى قرية موتيانيو، هي قرية عند سفح السور العظيم. وكانت ذات يوم أفقر قرية في منطقة هوايرو. وبعد حوالي 30 عاماً من استغلالها لسياحة السور العظيم، أصبحت الآن أغنى قرية في المنطقة".

ويضع دونغ راحة كفه على السور الذي هرِم، ولا يزال يفكر فيه كما فعل منذ 35 عاماً. ولكنه اليوم يتجول في مهمة أعظم من رحلته الخاصة، إذ قال: "لا يزال السور العظيم حياً بالتأكيد. إنه ليس مجرد سور بارد حجري. عندما تضع راحة يدك على السور، فأنت تمسك يد أعداد لا تحصى من الأسلاف على مر السنين."

نشر
محتوى إعلاني