سوق حريم فارغ بالكويت.. والبائعون يحاولون فك لغز هذا الاختفاء
الكويت (CNN) -- يلعب الأطفال في الباحة الكبيرة أمام سوق المباركية، بينما تجلس العائلات على المقاعد الخشبية، ويتجه آخرون إلى سلسلة من المطاعم الشعبية لتناول طبق من الأرز أو المشاوي.
وتشد الكاميرا السوداء ومعدات التصوير الثقيلة انتباه الناس في السوق، فمنهم من يبتسم ويبدأ بتجاذب أطراف الحديث، قيما يرفض البعض الآخر الظهور أمام الكاميرا.
كانت هذه بداية رحلتنا في أقدم الأسواق الشعبية في الكويت، والتي سعينا من خلالها إلى خوض مغامرة جديدة وإيجاد أحد أقدم الوجهات بالسوق، أي "سوق الحريم".
بدأت رحلتنا بين أزقة السوق، حيث سألنا أصحاب المحلات والعاملين في المطاعم عن موقع "سوق الحريم"، وبعد عدة استفسارات، تمكنا من الوصول إلى موقع السوق، ولكننا تفاجأنا بأن غالبية البسطات مهجورة، وليس هناك من يعمل فيها إلا بائعتين.
واتجهنا نحو البائعتين للاستفسار عن السبب الذي دفع هذه السوق، التي كانت نابضة بالحياة من قبل، بأن تُصبح شبه مهجورة الآن، ولكنهما رفضتا التحدث أمام الكاميرا أو الإدلاء بأي تصريح، مما دفعنا إلى تغيير نهجنا، والاتجاه إلى أقدم المحلات الموجودة في السوق، والاستفسار عن سبب عدم "وجود نساء في سوق الحريم".
واختلفت الإجابات من شخص لآخر، إذ قال أبو إبراهيم، الذي يعمل في محل لبيع الأقمشة إن عمليات إعادة ترميم البلدية هي ما دفعت البائعات للرحيل، بينما أوضح ميلاد، صاحب محل لبيع الأقمشة أيضاَ، أن "خلافاً ما طرأ في السوق بعد أن فُتش المكان" ما تسبب بهجرة البائعات للمكان.
وبعد بحث طويل، صادفنا صاحب محل المسابح، أبو يوسف، الذي كان له تفسير آخر، إذ أشار إلى أن سبب رحيل البائعات، لم يكن بسبب مشكلة حصلت في السوق، بل لأن القانون بات يمنح البسطات "للكويتيات فقط"، مضيفاً أن المواطنات الكويتيات لا يردن الجلوس في البسطات مما أدى إلى تلاشي السوق.
ورغم اختلاف الحكايات، تبقى سوق المباركية ككل، و"سوق الحريم" بالذات تحمل أهمية مختلفة للعاملين فيها، كونها ليست مجرد محلات أو بسطات، بل بمثابة باب رزق للعامل أبو إبراهيم، ومقر مشروع العائلة لميلاد، ومكان لا يستطيع بائع الملابس الجاهزة، موسى، أن يمر يوم دون أن يزورها.