هل تؤثر رحلات السفن السياحية فعلا على زيادة أزمة "السياحة المفرطة"؟
لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- مع ازدهار قطاع السفن السياحية، باتت السفن أكبر حجماً وذات تجربة أكثر إثارة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد المسافرين خلال عام 2019 على متن السفن السياحة حوالي 30 مليون شخص، فما تأثيرها على "السياحة المفرطة"؟
قال مارتن غريفيث من مؤسسة "اتحاد خطوط السياحة البحرية الدولي" إن سوق السياحة "ينمو بسرعة كبيرة"، مضيفاً: "لا نزال نشكل جزءاً صغيراً من السياحة ككل".
ففي المدن المزدحمة، مثل البندقية أو برشلونة، لا تمثل نسبة سفر السياح عبر هذه السفن سوى 5 %، حيث أوضح غريفيث لـ CNN Travel أنه "إذا توقفت السفن السياحية عن زيارة هذه الوجهات، فلن تُعالج مشاكل السياحة المفرطة التي نشهدها".
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً في قطاع السياحة، خاصة في الوجهات والأماكن ذاتها. فوفقاً للمجلس العالمي للسفر والسياحة، اتجهت نصف مليار رحلة، من أصل 1.4 مليار رحلة سياحية دولية، إلى 300 مدينة مشهورة، عام 2018.
ومن المعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أساسياً في ذلك، حيث استشهدت مؤسسة "CLIA"، في أحدث تقرير لها، بظاهرة "انتشار صور رحلات السفن السياحية على انستغرام".
وتوجه بعض الجهات أصابع الاتهام نحو السفن السياحية، كونها تشجع الرحلات اليومية، بالإضافة إلى أن مواعيد وصول السفن تعني زيارة آلاف السياح المدينة في الآن ذاته، بدلاً من توزعهم على مدار اليوم.
وقالت المؤسس المشارك والمديرة التنفيذية لجمعية "We Are Here Venice"، جين دا موستو، التي تهدف لمعالجة قضايا مدينة البندقية الإيطالية، إن "السكان يعانون كثيراً، إذ بدؤوا يشعرون أنهم محرومون من حقوقهم المدنية".
وأعلن وزير النقل الإيطالي أنه سيُعاد توجيه السفن الأكبر إلى مطاري فوسينا ولومبارديا. وفي حديث دا موستو مع CNN Travel، قالت: "أعتقد أن البندقية تظهر لنا بشكل واضح عدم توافق حجم السفن السياحية الكبيرة مع المدينة وأمنها البيئي".
وبحسب رأي براي وخبراء آخرين، من المهم الاستماع والتواصل مع السكان. كما قال ميجور إن "صناعة الرحلات البحرية أدت عملاً أفضل في إدراة التدفق ومحاولة التواصل مع المجتمع، ولكن هناك بالتأكيد عمل يتعين إنجازه"، مضيفاً: "خاصة أن سفن الرحلات البحرية لا تنمو بشكل أصغر، بل إنها تنمو بشكل أكبر".
وبدورها، قالت المديرة الإدارية للمنظمة غير الربحية "Center for Responsible Travel"، سامانثا براي: "أنا سعيدة برؤية المبادرات البيئية في صناعة الرحلات البحرية، أعتقد أن بعضها حقيقي للغاية".