إندونيسيا تختار عاصمة جديدة في ظل تعرض جاكارتا للغرق بمعدل خطير في بحر جاوة
لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أن المنطقة المحاطة بالغابات شرق جزيرة بورنيو ستتحول إلى العاصمة الجديدة لإندونيسيا، وذلك في وسط مخاوف حول استدامة المركز السياسي للبلاد المزدحم والذي يغرق سريعاً، جاكارتا.
ويبعد الموقع الذي تم اقتراحه، والذي يتواجد بالقرب من مدينتي باليكبابان وساماريندا، بشكل كبير عن جاكارتا التي كانت المركز المالي لإندونيسيا منذ عام 1949. وأقر ويدودو أن نقل عاصمة إندونيسيا ستكون خطوة هائلة ومكلفة.
وأثار التوسع السريع في جاكارتا في الأعوام الأخيرة مخاوف بيئية واقتصادية كثيرة، إضافة إلى مخاوف من ناحية السلامة، ما دفعت الحكومة إلى البحث عن مكان آخر من أجل تخفيف الضغط على المدينة الضخمة.
وقال ويدودو في خطاب عبر التلفزيون: "كدولة كبيرة مستقلة منذ 74 عاماً، لم تختر إندونيسيا قط عاصمتها الخاصة"، مضيفاً أن "العبء الذي تحمله جاكارتا الآن ثقيل جداً كمركز الحكم والأعمال التجارية والأمور المالية والتجارة والخدمات".
وذكرت شبكة CNN الإندونيسية أن المشروع الطموح لنقل العاصمة سيكلف حوالي 486 تريليون روبية، أي ما يعادل 34 مليار دولار، وقال مسؤولون سابقاً إن عملية النقل قد تستغرق 10 أعوام.
وتُعد جاكارتا موطناً لأكثر من 10 ملايين شخص، وفقاً للأمم المتحدة، مع تقدير وجود 30 مليون شخص في المنطقة الكبرى للمدينة، ما يجعلها من أكثر المناطق الحضرية اكتظاظاً في العالم.
وهي تُعتبر أيضاً من أسرع المدن غرقاً في العالم، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، إذ أنها تهبط نحو بحر جاوة (Java Sea) بمعدل خطير بسبب الإفراط في استخراج المياه الجوفية.
وتقبع المدينة على أراضي مستنقعات، وهي تحتضن البحر من جهة الشمال، ما يجعلها عرضةً للفيضانات بشكل خاص.
وتفاقمت أزمة تلوث الهواء، الناتجة من الازدحام المروري شبه الدائم على طرقاتها، بشكل كبير إلى درجة رفع بعض السكان دعوة قضائية ضد الحكومة الإندونيسية في يوليو/تموز.
ولم يتم إعطاء اسم للموقع الجديد، ولكن أعلنت الحكومة عن خطط نقل العاصمة في أبريل/نيسان. ويتطلب النقل موافقة البرلمان من أجل المباشرة فيه.
وتمتلك إندونيسيا أغلبية بورنيو، وهي ثالث أكبر جزيرة في العالم، مع احتفاظ كلا من ماليزيا وبروناي بأجزاء من منطقتها الشمالية.
والجزيرة مغطاة بمساحات شاسعة من الغابات المطيرة، ولكنها تعرضت لتجريف غابات شديدة في الأعوام الأخيرة.