بين دار عبادة وسينما ومصنع.. ما قصة تحولات مسجد "طازه بير" التاريخي في أذربيجان؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند زيارة مسجد "طازه بير" في أذربيجان، من الطبيعي ألا يخطر في بالك احتمال أنه استخدم سابقاً لأغراض أخرى بعيدة عن الصلاة والعبادة، فما الذي حصل بالتحديد لهذا المسجد التاريخي قبل عقود؟
في صيف عام 1904، تم الإعلان عن القرار الرسمي لتمويل إحدى أغنى نساء عائلة أشور خان، واسمها نبت أشوربيوفا، لبناء مسجد "طازه بير"، وفقاً لما هو مذكور في الموقع الرسمي للجنة الحكومية للجمعيات الدينية بجمهورية أذربيجان.
وعرض المهندس المعماري، زيفار بي أحمدبيوف، على أشوربيوفا تصميماً لمسجد مستوحى من الطراز الشرقي، ويتضمن مئذنتين، وفي النهاية تم الاعتماد عليه لبناء المسجد، وفقاً لموقع اللجنة.
وحرص المهندس المعماري، أحمدبيوف، الذي ترأس عملية البناء، على توظيف الحرفيين الأكثر قدرة في البلاد أثناء عملية تشييد المسجد.
وتوفيت راعية المشروع، أشوربيوفا، في عام 1912 قبل أن ترى المسجد في حلته النهائية.
ولذلك، تم وقف العمل عليه، ولكن سرعان ما استؤنفت عمليات البناء بدعم من ابنها، وتم إكمال مسجد "طازه بير" في عام 1914، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الأذربيجانية، أذرتاج.
وأشارت وكالة الأنباء إلى أنه تم إغلاق المسجد بعد 3 أعوام من افتتاحه فقط بسبب "ثورة أكتوبر" في عام 1917.
ولأعوام، تم استخدام المسجد لأغراض متعددة بدلاً من العبادة، إذ تم استخدامه كسينما، وحظيرة، وفقاً للوكالة، إضافةً إلى مسرح صيفي ومصنع للشاي، حسب ما ذكرته اللجنة.
وتغير التصميم الداخلي للمسجد خلال الاتحاد السوفيتي، ولكن بعد حصول أذربيجان على استقلالها، استعادت الحكومة تصميم المسجد الأصلي ليعود كما كان قبل 100 عام.
ولم يبدأ مسجد "طازه بير" مرحلة جديدة في الهيكل الحضري للعاصمة الأذربيجانية، باكو، فقط، إذ أنه فتح باباً جديداً في مشهد المباني الدينية في شبه جزيرة أبشيرون بسبب سماته المعمارية وتوفيره للوحدة المكانية، وفقاً لما ذكرته اللجنة.
وذكرت اللجنة أنه رغم عدم تواجد المسجد بالقرب من مركز المدينة، إلا أنه يعوض عن ذلك عن طريق موقعه الذي يتيح للزوار النظر للمدينة من منظور مختلف، ويعود ذلك إلى وجود المسجد في أعلى تلة.