صاحب يخت فاخر يتحدث عن تجربته "الجميلة" على متن قاربه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فقط في الأحلام..هذا ما قد يبدو عليه الوضع إذا ما فكر غالبية الأشخاص بالحصول على يخت فاخر.
وعادةً ما يتمحور عالم أصحاب اليخوت الفاخرة من عبور البحار البلورية بسرعاتٍ فائقة على متن قصر عائم خاص، واحتساء الكوكتيلات اللذيذة، والاستمتاع بإطلالات على الجزر والمحيطات المفتوحة، وانعكاس أشعة الشمس على سطح حمام السباحة. ولكن هل ينطبق كل ذلك على جميع أصحاب اليخوت؟
ويتمتع معظم ملاك اليخوت بنعيم هذه الحياة المترفة بسرية. إذ يمكن أن تستقبل اليخوت الضخمة العديد من الحفلات الصاخبة ولاعبي كرة القدم ونجوم السينما.
ولكن هذا ليس الوضع بالنسبة لرجل الأعمال الإسباني خواكين فولش روسينول كوراتشان، وهو مالك اليخت العملاق "بوكا"، الذي يبلغ طوله 36.8 متراً، والذي يقضي معظم الوقت في الإبحار في المياه المشمسة في جنوب أوروبا.
وفي مقابلة نادرة، منح فولش-روسينول كوراشان CNN الخلاصة لما يشبه واقع امتلاك أحد هذه "الوحوش" البحرية الفاخرة، والسبب وراء استعداده لإنفاق الملايين لإبقاء يخته عائماً، واستخداماته المتعددة.
وقال فولش روسينول كاراتشان لـCNN عبر مكالمة هاتفية أجراها من داخل يخته الذي كان متوقفاً في مكان ما في البحر الأبيض المتوسط: "نشعر أنه منزلنا الثاني".
وبُنى يخت "بوكا" في عام 2006 من قبل الشركة الهولندية للسفن الفاخرة "Heesen"، وتبلغ سرعته القصوى حوالي 36 ميلاً في الساعة، ويتميز بـ4 حجرات متناسبة بسخاء، وتقدر قيمته بحوالي 10 ملايين دولار.
وبحسب معايير اليخوت الفاخرة حالياً، فهذه قيمة متواضعة للغاية.
وخلال معرض موناكو لليخوت 2019، حيث سيجلس فولش روسينول كاراتشان جنباً إلى جنب مع زملائه من أصحاب اليخوت الفائقة في وقت لاحق من هذا الشهر، سيكون "بوكا" ضئيل الحجم بالنسبة إلى جبابرة المحيطات أمثال يخت "أميدا" صاحب الـ 6 مستويات، والذي يبلغ طوله 106 أمتار، والمكتمل بمهبط لطائرات الهليكوبتر.
وبالنسبة للإسباني، كان الحصول على يخت فاخر مصمم خصيصاً له بمثابة استمرار العاطفة التي مر بها والده الراحل، والذي ترك له يختاً بمحرك خشبي يحمل اسم "بوكا"، والذي اشتراه في سبعينيات القرن الماضي.
وفي عام 2000، قرر فولش روسينول كاراتشان أن يضم أول يخت فاخر لمجموعته، وهو عبارة عن سفينة طولها 32 متراً من صنع "Heesen ، وتماشياً مع تقاليد عائلته أُطلق على اليخت اسم "بوكا".
وللجيل الثالث والحالي من يخت "بوكا"، استند فولتش روسينول كوراتشان إلى خلفيته الهندسية للمساهمة في عملية التصميم. كما ساهمت زوجته في توجيه التصميم الداخلي.
ويتخذ الزوجان من برشلونة بإسبانيا، مقراً لهما. ويقول فولش روسينول كاراتشان، إن قربهما من المياه كان له تأثير على تصميم اليخت المنبسط والمفتوح.
ولكن بصفته مدمناً على الأدرينالين، كان اهتمامه الرئيسي هو مدى سرعة اليخت. ويقول فولش روسينول كوراتشان: "كانت السرعة أولوية رئيسية بالنسبة لنا. ولكن، أردنا أيضاً أن يبحر القارب بسرعة منخفضة."
ويُوضح فولش روسينول كاراتشان أن التصميم الداخلي لليخوت يُعد "شخصياً". وتعاونت زوجته مع شركة تصميم اليخوت الهولندية "Omega"، لابتكار تصميم يناسب ذوق العائلة.
ويشير فولش روسينول كاراتشان إلى أن مقصورات اليخت الأربعة لا تستوعب أكثر من 6 ضيوف، وهو حجم مثالي بالنسبة له.
وتقيم الأسرة على متن اليخت من أوائل مايو/أيار حتى بداية أكتوبر/تشرين الأول. ويوضح فولش روسينول كاراتشان أن وجهته العائلية المفضلة هي جزر البليار المعروفة بالحفلات والنوادي الشاطئية، ولكن عائلته لا تفضل هذا النوع من نمط الحياة. وعلى العكس، تخلد الأسرة إلى الفراش مبكراً، وتستيقظ مبكراً لتمارس تمارين اللياقة البدية والسباحة، وركوب الدراجات، والجري.
ولا يتمتع يخت"بوكا" بالميزات الرائعة التي تتمتع بها بعض اليخوت الضخمة العملاقة، ولا يملك منصات طائرات هليكوبتر، أو صالات مشاهدة تحت المياه المغمورة.
وكأحد أفراد لجنة التحكيم لجائزة اليخوت الفاخرة، فمن المتوقع أن يتابع فولش روسينول كاراتشان أحدث الاتجاهات في بناء السفن، كظاهرة اليخوت "الصديقة للبيئة" مثل اللؤلؤة السوداء.
ويوضح فولش روسينول كاراتشان أن هناك ميول نحو المزيد من اليخوت ذات الكفاءة في استهلاك الوقود.
ويحلم الإسباني فولش روسينول كاراتشان أن يزور الجزيرة التي تحمل اسم بوكا في بابوا غينيا الجديدة، حيث المكان الذي علق والداه فيه مؤقتاً في الستينيات من القرن الماضي، عندما هبت عاصفة جرفت قاربهما إلى هناك.