إليك الكلفة المخفية التي ستدفعها أثناء زيارتك للمدن الأوروبية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل تظن أنك وضعت ميزانية لكل شيء من أجل عطلتك الأوروبية؟ قد تقابلك مفاجئة غير سارة لدى خروجك من الفندق، وهي كلفة الضرائب. وتعد ضرائب المدينة شائعة جداً في المدن الأوروبية، وقد تضيف مئات الدولارات إلى فواتير ضيوف الفنادق، وفقاً لبحث جديد.
وقام الاتحاد الأوروبي للسياحة (ETOA)، وهو الاتحاد التجاري لمنظمي الرحلات السياحية في الوجهات الأوروبية، بجمع البيانات لـ125 وجهة أوروبية تفرض ضرائب سياحية.
وتتراوح الضرائب من الضرائب المفروضة على كل شخص كل ليلة، إلى النسب المئوية المفروضة من سعر الغرفة، والتي يمكن أن تزيد الفواتير النهائية في الفندق بشكل كبير.
فواتير عالية في أمستردام
تفرض أمستردام، والتي تعاني من زيادة في عدد السياح، إذ وصل عدد زوارها إلى 18 مليون شخص سنوياً، ضريبة سياحية تبلغ نسبتها 7%.
وتطبق الضريبة كل ليلة على التكلفة الصافية للغرفة، وهي لا تتضمن وجبة الإفطار وضريبة القيمة المضافة الهولندية التي تصل تبلغ نسبتها 9%.
ويعني هذا أنه قد يدفع المسافرين ما يصل إلى 100 دولار لإقامتهم في فنادق من فئة 5 نجوم.
وقالت فيرا آل، وهي المتحدثة باسم نائب عمدة المدينة، جروت فاسنيك، إن الضرائب لا تهدف إلى إبعاد السياح، وشرحت موضحةً: "إن إبقاء مدينتنا نظيفة وآمنة تكلف الكثير، إضافةً إلى إبقاء البنى التحتية الخاصة بنا، مثل الجسور، في حالة جيدة".
هل هذا تأثير السياحة المفرطة؟
غالباً ما توصف الضرائب السياحية بأنها "كفارة" عن السياحة المفرطة.
وتخطط البندقية تطبيق رسوم لدخول الزوار العام المقبل، بدءاً من 3.30 دولار في مواسمها الراكدة، و11 دولار في أيام الذروة.
ويأتي موسم الركود في البندقية في يناير/كانون الثاني فقط، وخلالها، تنخفض تكلفة الفنادق على الجزر إلى 20%، وتصل إلى 10% في فنادق من فئة 5 نجوم في الفنادق الموجودة على الجزر، وذلك من أجل تشجيع الزوار على زيارة الأماكن التي تحظى بازدحام أقل.
المدن ذات ضرائب أقل
من المدن التي تتميز بمعدلات ضريبة سياحية أقل هي خيرسون في أوكرانيا، فهي تبلغ 0.37 يورو، ومالطا التي تبلغ فيها معدل الضرائب السياحية 0.50 يورو.
وأما مدينة غدانسك، فيصل معدل الضرائب المفروضة على السياح فيها إلى 0.52 يورو.
وتشمل الدول الأوروبية التي لا تفرض ضرائب سياحية، الدنمارك، وفنلندا، وجورجيا، وأيسلندا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة Responsible Travel، جاستين فرانسيس، إنه قد يكون للضرائب تأثير إيجابي، ولكنها ليست حلاً بحد ذاتها، وشرح موضحاً: "يمكنها وقف الطلب قليلاً، وتوليد الأموال لتحسين البنى التحتية، والمساعدة في إدارة آثار السياحة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى استراتيجيات سياحية أفضل".
ويقترح الاتحاد الأوروبي للسياحة سياسة تنفيذ لمدة تتراوح بين 18 إلى 24 شهراً لأي ضرائب جديدة، ما يسمح لمجال السياحة بالتكيف. وهو يقترح أيضاً تخصيص إيرادات للبنى التحتية والخدمات التي قد يستخدمها الزوار.
ويرى مدير السياسات في الاتحاد الأوروبي للسياحة، تيم فيرهوست، أن استفادة الوجهات والاقتصادات المحلية من الضرائب أمر ذكي، وإذا تم تطبيقه بالشكل الصحيح، "يمكن للضرائب السياحية دعم الإدارة المبتكرة والمستدامة للوجهات السياحية".
ومن ناحية أخرى، قد تعطي الضرائب الانطباع بأن "المال مرحب به، ولكن الزائرين ليسوا كذلك".