قد تكون الأكثر استعداداً للمستقبل.. ما سر هذه المدينة السويدية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد غوتنبرغ بمثابة مدينة السويد الصناعية، على عكس العاصمة السويدية ستوكهولم، التي تمثل تجارب السويد المثيرة، ولكن ما الذي يميز غوتنبرغ عن غيرها من مدن العالم؟
وفي الوقت الحالي، قد يتحول مستودع قديم إلى سوقٍ للمواد الغذائية في مدينة غوتنبرغ السويدية.
وتحتفظ غوتنبرغ ببعض جذورها الصناعية، ولكنها تُعد أيضاً بمثابة مدينة شبابية، ومركز للأبحاث عالية التقنية، والأهم من ذلك أنها رائدة في مجال الاستدامة. ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكانها بمقدار الثلث على مدار الـ 15 عاماً المقبلة بفضل ازدياد جاذبيتها.
وتصدرت مدينة غوتنبرغ السويدية مؤشر الوجهات العالمية المستدامة لعام 2019، لتحتفظ بصدارتها ضمن القائمة منذ عام 2016.
وتقول رئيسة الاستدامة في مجلس السياحة "Göteborg & Co"، كاترينا ثورستينسون، إنه "بالنسبة لنا، تتعلق الاستدامة إلى حد كبير بصنع مدينة صالحة للعيش ومحبوبة"، موضحة أنه "إذا أحب سكان غوتنبرغ العيش هنا، فمن المحتمل أن يسعى العديد من الأشخاص إلى المجيء إلى هنا أيضاً".
وفيما يلي بعض التجارب المختلفة لاستكشاف الجانب الأكثر استدامة في غوتنبرغ.
أنشطة رائجة يمكن ممارستها في غوتنبرغ
ويعد منتزه"Slottsskogen" مكاناً مثالياً للتنزه في الغابات الهادئة، بينما يوفر منتزه "Keillers" على قمة التلة إطلالات مرتفعة على الميناء الصاخب. أما منتزه "Sinewy Kungsparken" فهو الأكثر مركزية على الإطلاق. وتشكل المنتزهات حزاماً أخضر اللون حول قلب المدينة، مستلقية على الأرض التي كانت ذات يوم تجوب الأسوار لحماية غوتنبرغ من الغزاة الدنماركيين.
وهناك منتزه "Jubileumsparken" الحضري الجديد بمنطقة "Frihamnen"، والذي يقع على الجانب الآخر من النهر وسط المدينة، ويمكن لأي شخص المجيء إلى هنا للسباحة في حمام السباحة العام، أو الاستجمام على شاطئ المدينة، أو زراعة الخضار في الحديقة الحضرية، أو تجربة الإبحار، وكل ذلك بالمجان.
ويتميز المنتزه أيضاً بغرفة ساونا عامة مثالية للتصوير، وصممت مرافق تغيير الملابس الخاصة بها من 12 ألف زجاجة معاد تدويرها.
وإذا كنت من عشاق المدن الترفيهية، فتتميز مدينة الملاهي ليزابيرغ بأكثر من 40 جولة وأماكن جذب سياحية في قلب المدينة، والتي تعمل جميعها بواسطة طاقة الرياح المتجددة.
أماكن الطعام والشراب
وتكتظ غوتنبرغ بمؤسسات الطعام المعتمدة من قبل المنظمات الإقليمية مثل مؤسسة "Krav"، والتي تتولى مسؤولية رعاية الحيوانات والزراعة الخالية من المبيدات، و"Swan"، والتي تدرس التأثير البيئي للمنتجات، و"MSC"، والتي تضمن ممارسات الصيد المستدامة.
وإذا كان لدى السويديين أي هاجس وطني وحيد، فهو ما يُعرف بالـ"fika"، أي "استراحة لتناول القهوة والكعك"، ولكنه أكثر من ذلك بكثير في الواقع. فهو يعد بمثابة طقس اجتماعي يومي، وحالة ذهنية سويدية. كما أنه يعد بمثابة جرعة لذيذة من الكافيين والسكر التي تساعد في تحريك أعمال البلاد.
ويكمن أفضل مكان لتجربة "fika" بمخبز ومحمصة القهوة "Da Matteo" في سوق الأطعمة Magasinsgatan، وتنتشر مقاعد المخبز في الهواء الطلق. ويروج مخبز "Da Matteo" لثقافة قهوة أفضل عن طريق الحصول على حبوبه من المنتجين الذين يهتمون ليس فقط بالجودة، بل بصحة المزرعة ومعيشة العمال. ويمكنك الاستمتاع بقهوة الإسبرسو "V60" مع تناول كعكة الهيل اللذيذة، "kardemummabullar".
ويقوم مطعم "Taverna Averna"، والمصرح له من قبل مؤسسة "Krav"، بتصدير المنتجات العضوية لسلطاته المميزة، ووجبة البيتزا الإبداعية ذات القشرة الخفيفة من حديقته الموجودة على السطح، ويضم المطعم قائمة بارزة من النبيذ العضوي بالكامل.
أماكن للإقامة
ويمكنك النوم براحة في فندق مستدام، عندما تكتشف أن 92٪ من خيارات الإقامة في غوتنبرغ معتمدة من قبل منظمات الاستدامة الإقليمية.
ويعد فندق "Gothia Towers"، والذي يضم ألف و200 غرفة، أكبر فندق في أوروبا مع تصنيف "جيد جداً" من قبل "Breeam"، شهادة الاستدامة الرائدة في العالم. ولا يستمد هذا الفندق الشاهق طاقته من الرياح فحسب، بل يعيد تدوير 94٪ من نفاياته، إذ يذهب الطعام الفائض إلى مؤسسة خيرية محلية، في حين يتم تحويل الخردة إلى أفران تعمل بالغاز الحيوي في مطاعمه الخمسة.
ويحافظ فندق "Eggers"، المعتمد من مؤسسة "Swan"، على مكانته باعتباره ثالث أقدم فندق في السويد، ويعود تاريخ بعض أجزاء المبنى إلى عام 1820، إذ يستمد البناء الأنيق، والذي يتضمن الكثير من التحف القديمة، الكهرباء من توربينات الرياح الخاصة به قبالة الساحل.