جانب ظل مخفياً إلى الآن.. إليك أبوظبي من عيون مرشدين سياحيين إماراتيين
دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) -- تتمثل أفضل تجربة سياحية للمدن في رؤيتها من وجهة نظر مواطنيها، ومن سهل أن تفوتك تجربة الثقافة الإماراتية الحقيقية خلال زيارتك لدولة الإمارات.
ولكن يقوم الإماراتيون من الجيل الجديد بتمثيل تراثهم وثقافتهم للسياح.
وتحدثت CNN مع بعض الإماراتيين في أبوظبي الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية عرض وحفظ التقاليد وراء واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم.
جولات إلى المساجد
وتبلغ شمسة النقبي 20 عاماً فقط، وهي واحدة من أصغر الأعضاء في الشبكة التي تتكون من 200 شخص يعملون كمرشدين سياحيين مستقلين في أبوظبي، وهم يقدمون جولات سياحية خاصة في أغلب الأحيان.
وتتخصص النقبي في تقديم الجولات السياحية في المساجد، وهي تشرح للزوار أساليب العمارة المتنوعة بما في ذلك الأسلوب الهندسي لمسجد العزيز في جزيرة الريم، والتصميم البسيط والأنيق لمسجد حديقة العائلة على الطراز الإماراتي، ومسجد مريم أم عيسى بطرازه التركي، والذي تمت إعادة تسميته هذا العام بمناسبة عام التسامح في الإمارات العربية المتحدة.
وتشعر النقبي أنها تشارك في تحدي الصور النمطية التي لا تزال تحيط بنساء الإمارات.
وأشارت النقبي إلى أن الكثير من السياح يعتقدون أن النساء يجلسن في المنزل لتربية الأأطفال، أو أنهن ثريات ولا يحتجن إلى العمل، أو لا يسمح لهن بقيادة السيارة، وقالت: "إن رؤيتي تساعدهم على أن يكونوا قادرين على طرح الأسئلة ومعرفة مدى عصريتنا".
الطعام المحلي
وعمل صالح العامري، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عاماً فقط، كمرشد سياحي لمدة 4 سنوات. وهو يعمل بدوام كامل في قصر الإمارات، أحد أكثر الفنادق الفاخرة في البلاد.
ولكن في أوقات فراغه، يتخصص العامري في تقديم جولات للتسوق والتعرف على الطعام، وهو يحرص على جلب الزوار لتذوق أطعمة الشوارع في الأماكن التي يرتادها المجتمع المحلي.
ويقول العامري إن الطعام هو واحد من أهم الطرق لرؤية بلد ما"، وشرح قائلاً: "بعض الأشخاص يرغبون في رؤية التاريخ، أو الهندسة المعمارية، ولكن طريقتي تتمثل في اكتشاف الطعام".
ويصطحب العامري الضيوف إلى المواقع المعروفة غالباً من قبل السكان المحليين، وهي أماكن بسيطة تتمركز حول الجزء الأقدم من وسط مدينة أبوظبي.
ويشرح العامري اختلاط المطبخ الهندي والإماراتي، إذ اندمج البلدان عبر التجارة على مر الأعوام.
ومن التوابل إلى أطباق مثل البرياني، إن التأثر واضح.
وتستغرق الجولة الخاصة التي يقدمها العامري مدة تتجاوز الساعتين للتنقل بين 4 مواقع مختلفة.
وتتضمن الجولة وجبات متنوعة من الحلويات الدسمة، مثل اللقيمات، والجباب، وهي متوفرة من باعة الطعام في الشوارع، إلى الوجبات الأكثر فخامة مثل كباب الإبل.
التعرف إلى المجلس
يرى ماجد الزبيدي أنه من الضروري توفر مرشدين سياحيين إمراتيين إلى درجة أنه أنشأ شركة "Hiara Tours"، وهي شركة للمرشدين السياحيين بقيادة السكان المحليين.
وأراد الزبيدي أن يُسهل وصول السياح للإماراتيين بشكل أكبر، بالإضافة إلى تسليط الضوء على تراث أبوظبي وثقافتها، وليس فقط مواقعها المعمارية الجديدة المتألقة.
وفي الصباح يعمل ماجد في القطاع الحكومي، ولكن يصف مهنته كمرشد سياحي بأنها شغفه.
وتبدأ المحطة الأولى في الجولات التي يقدمها في المجلس، وهو جزء مهم في جميع أحياء الإمارات.
وفي المجلس، يتم استقبال الضيوف بالقهوة العربية ومختلف أنواع الشاي.
ويجتمع قادة المجتمعات المحلية في المجلس مع السكان المحليين لمناقشة القضايا اليومية المتنوعة.
وتستمر هذه الاجتماعات في لعب دور حاسم في حياة الإماراتيين كل أسبوع، والذين ما زالوا متمسكين بجذورهم البدوية.
وأشار الزبيدي إلى أنه من الضروري سد الفجوة بين الزوار والسكان المحليين.
وقال الزبيدي: "نحن نحطم الصور النمطية". "في بعض الأحيان يأتي الناس بعقلية معينة حول الحياة الإماراتية، وهم مستعدون لكي تشرح هذه الأشياء".
ويشرح الزبيدي بالتفصيل عن آداب وثقافة المجلس، والذي لا يوجد في ثقافة دول مجلس التعاون الخليجي فقط، بل في بلدان عربية أخرى مثل العراق واليمن.
ويشير الزبيدي إلى أن المجلس هو المكان الذي يتم فيه سرد القصص خلال تقليد شفهي، ويتم فيه اتخاذ القرارات أيضاً، بما في ذلك قرار دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم الخدمة الوطنية العسكرية.
ويقدم المرشدون السياحيون نبذة عن عالم ظل مخفياً عن السياح إلى الآن. ولذلك، لديك الفرصة الآن لسماع القصص من السكان بأنفسهم، وتحديداً من الجيل الذي سينقل هذه الثقافة إلى المستقبل.