عاش ليصل عمره إلى 168 عاماً في أذربيجان.. ما سره؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من اليابان إلى إيطاليا، هناك العديد من الوجهات حول العالم التي تُعرف بطول عمر سكانها. ومع ذلك، من المؤكد أنك لم تسمع عن هذا المكان الذي يحتضن متحف المعمرين الوحيد في العالم، أي منطقة ليريك في جنوب أذربيجان.
وتُعد أذربيجان موطناً للعديد من المناطق التي تُعرف بسكانها المعمرين الذي تصل أعمارهم إلى المائة وما فوق، ومن ضمنها لانكاران، وناغورنو كاراباخ. ولكن، تتمتع ليريك بأكبر كثافة سكانية من المعمرين.
متحف المعمرين الوحيد في العالم بأذربيجان
وبُني متحف المعمرين في عام 1991، ثم جُدّد في عام 2010، وهو يضم أكثر من ألفين غرض يوثق حياة وسكان سكان المنطقة الأكبر عمراً.
وتتضمن المعروضات صناديق مليئة بأغطية الرأس، وجوارب محبوكة بشكل جميل، ورسائل مكتوبة باللغتين الأذربيجانية والروسية، والتي بدأ الحبر يتلاشى منها.
وفي عام 1991، سُجل أكثر من 200 شخص باعتبارهم أكبر من 100 عام، وذلك من أصل عدد سكان وصل إلى 63 ألف شخص آنذاك.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأرقام أقل إثارة للإعجاب، إذ هناك 11 شخصاً يزيد عمرهم عن 100 عام اليوم، وذلك من أصل عدد السكان الذي يبلغ عددهم 83 ألف و800 شخص.
ويلقي السكان اللوم على الإشعاعات المختلفة الصادرة من أبراج الاتصالات، والتدهور البيئي.
قصة الرجل الذي وصل إلى 168 عاماً
ويُعد راجي إبراهيموفا أكبر مواطن في ليريك اليوم، ويصل عمره إلى 105 أعوام.
ورغم أن ذلك رقماً مثيراً مثيراً للإعجاب، إلا أنه ضئيل بالمقارنة مع المعمر الأكثر شهرة في المنطقة، شيرالي موسلوموف، وهو راعي قيل إنه عاش ليصل إلى 168 عاماً.
وتزعم الصفحات الصفراء لجواز سفره أنه وُلد في عام 1805، وتذكر عبارة على قبره أنه توفي في عام 1973.
وإذا كان هذا صحيحاً، فذلك يجعله أكبر شخص عاش على الإطلاق.
ويبدو أن طول العمر أمر يسري بين عائلته. وقالت ابنته، حليمة كمباروفا، والتي تبلغ من العمر 95 عاماً، لـCNN إنه رغم اعتقادها أنها لن تعيش لتصل إلى 168 عاماً، إلا أنها تأمل أن تعيش حتّى سن الـ130 عاماً، مثل جدها.
وأشار مرشد في متحف المعمرين أن سكون العقل (stillness of the mind) هو جزء من سر المعمرين، إذ أنهم "يبتعدون عن التوتر، ويفكرون بالحياة من الناحية الفلسفية".
وإضافةً إلى ذلك، هم يعيشون بدون الكثير من التخطيط أو القلق بشأن المستقبل.
خليط من التغذية الجيدة والعلاجات الطبيعية
وتبدأ كمباروفا يومها من الفجر، فقالت: "أنا أقوم حالما أفتح عيناي".
وتقضي المعمرة يومها بأكمله وهي تعمل في الحديقة أو حول المنزل. وأما غرفتها، فهي تتميز بمساحتها الصغيرة التي تحتضن سجادة سميكة وناعمة، وبعض الوسائد على الأرض.
ويفضل العديد من الأشخاص في المنطقة النوم على الأرض، إذ يُعتقد أنها الطريقة الأكثر صحة لتوفير الراحة للظهر.
وعلى خلاف الاعتقاد السائد، يتناول المعمرون في ليريك اللحوم. ولكنهم في الوقت ذاته ورثوا تفضيلهم لمنتجات الألبان الطازجة من المعمرين الذين أتوا قبلهم، والذين كان امتناعهم عن اللحم بسبب الظروف الاقتصادية.
وأكّد المرشد من المتحف أن سر طول العمر يكمن في التغذية الجيدة، والمعادن الموجودة في مياه الينابيع، والأعشاب التي يضيفونها للشاي للوقاية من الأمراض.
أجيال تعيش جنباً إلى جنب
أما العمل الجسدي الذي يقوم به القرويون كل يوم فهو أمر لا يُستهان به، إذ أنهم يعملون من شروق الشمس إلى غروبها في الحقول وحول منازلهم.
وهكذا كانت حياة محمد خان عباسوف من قرية جانغجاميران، والذي يبلغ من العمر 103 أعوام، إلى أن فقد بصره.
والآن، كاد عباسوف أن يفقد بصره بالكامل، وبالكاد يستطيع أن يسمع ابنه عندما يقوم بتنبيهه عن وصول الضيوف للمنزل.
وقال ابن عباسوف إنه من ناحية الطعام، كان والده يتناول "كل ما يعطيه الرّب"، مع الامتناع عن أمر واحد، إذ لم يشرب الكحول أبداً.
ويعزو عباسوف عمره الطويل إلى النشاط البدني اليومي، والذي كان كافياً لتحدي الجسد، ولكن بدون الوصول إلى مرحلة الإنهاك. وقد تكون ارتفاعات الجبال عاملاً مؤثراً أيضاً في عمره.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة "Navarra" في إسبانيا في عام 2017 أن العيش في مناطق مرتفعة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري.