مغامر بريطاني يعبر صحراء الربع الخالي بـ 44 يوماً..كيف وجد طريقه؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كنت تفكر في خوض رحلة استكشافية إلى أكبر منبسط صحراوي رملي متواصل بالعالم، أي صحراء الربع الخالي، فإليك تجربة المستكشف البريطاني أدريان هايز الاستثنائيه والتي خاضها برفقة إماراتيين، عام 2011، وانتهت باستقبال حافل على كورنيش أبوظبي.
وتمتاز صحراء الربع الخالي بمناظر خلابة لكثبانها الرملية الضخمة واللامتناهية، واشتهرت بفترة الأربعينيات والخمسينيات بفضل مستكشف بريطاني يعرف لدى القبائل البدوية باسم "لندن بن مبارك"، وهو ويلفريد ثيسيجر.
ويقول المستكشف البريطاني الذي دخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية مرتين، أدريان هايز، لموقع CNN بالعربية، إن الرحلة التي تحمل شعار "على خطى ثيسيجر"، والتي رافقه إماراتيان خلالها، وهما غافان محمد الجابري وسعيد راشد المسافري، عبر صحراء الربع الخالي، في عام 2011، وتهدف إلى إظهار جمال الصحراء وتعلم مبادئ وقيم أهل البدو التي تتضمن مواجهة الظروف الصعبة.
وقطع الرحالة الثلاثة مسافة ألف و600 كيلومتر، خلال 44 يوماً، بين صلالة في سلطنة عمان إلى أبوظبي مروراً بواحة ليوا، ومدينة العين على ظهر الإبل، وسيراً على الأقدام بقليل من الأمتعة والزاد.
ويوضح هايز أن حلم عبور صحراء الربع الخالي راوده منذ عام 1991، عندما تواجد في صلالة لمدة عامين، وبعد مضي 20 عاماً تحقق حلمه المنشود.
ويشير هايز إلى أنه كان يشعر براحةٍ كبيرة بالزي البدوي العماني، وكان متماشياً مع الطريقة التي أراد بها خوض الرحلة التي تخلو من أشكال التمدن والتكنولوجيا الحديثة.
ويرى هايز أن أصعب جزء في الرحلة كان اكتشاف أن الجمال في هذا العصر ليست قادرة على السير لأيام بدون مياه أو غذاء، وبسبب جفاف المياه في المنطقة، كان توفير المزيد من الغذاء والمياه أمراً شاقاً، ولكن بالنظر إلى أهداف الرحلة الاستكشافية الواضحة كان الأمر مجرد واقع، بحسب ما قاله.
وينصح هايز الراغبين بخوض رحلة شبيهة بتجربته معرفة الغاية الحقيقية وراء خوض التجربة، إذ يعتقد هايز أن العالم أصبح مشبعاً بالأشخاص الذين يقومون بمغامرات لدافع رئيسي، وهو مشاركة الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الانتباه، وأصبحت أصالة خوض المغامرة نادرة في هذا العصر، بحسب ما قاله.
كما ينصح هايز الراغبين بالحصول على تجربة حقيقية في ترك التكنولوجيا جانباً واستخدامها عند الضرورة فقط، إذ يصف تجربته، التي كانت تخلو من استخدام أي تكنولوجيا حديثة، بالفرحة الأكبر، عندما ابتعد عن العالم المثقل بالمعلومات للاستمتاع برؤية وسماع الصحراء، بحسب ما قاله.
ويعود مشهد الرحلة الاستكشافية إلى زمن البدو، وخضع الرحالة الثلاثة منذ بداية مشوارهم الاستثنائي لتجربة عيش عزلتهم عن الحياة المدنية، وقد قطعوا الصحاري وتجاوزوا التلال، واعتمدوا في ذلك على 7 من حيوانات الإبل.
ويشرح هايز أن التوقف للتخييم كان عادةً بسبب أخذ قسط من الراحة، وقال إن ركوب الإبل لمدة 8 ساعات دون سراج هو أمر مزعج للغاية.
وكان الرحالة الثلاثة يلجأون إلى القرى المجاورة كمصدر للطعام والشراب في بداية الرحلة التي انطلقت من صلالة، وفي المناطق النائية، لجأ الرحالة الثلاثة إلى مؤن الطعام والشراب التي يحملونها معهم.
أما عن استقبال سكان أبوظبي للرحالة الثلاثة في نهاية الرحلة، فيقول هايز إنه كان أمراً رائعاً ولا يصدق، إذ قاموا بالدخول إلى مدينة حديثة فوق ظهر الإبل بالزي البدوي بين هتافات الأشخاص من حولهم والتقاط الصور لهم، وبمرافقة سيارات الشرطة على طول الطريق إلى الكورنيش.
ويضيف هايز إلى أنه لم يكن هناك أي مكان محدد لإقامة المخيم، ولكن كان عادةً بالقرب من بعض النباتات حيث يتوفر بعض الطعام للإبل وبعض الحطب من أجلهم.
والجدير بالذكر أن الرحالة الثلاثة التقوا في طريقهم بمرافقي المستكشف ثيسيجر من البدو في فترة الاربعينيات، وهما كانا قد شاركاه قصة عبور الربع الخالي التي تعود بالزمن إلى أكثر 65 عاماً في ذاك الوقت.
ويقول هايز إنه تعلم الكثير من تلك الرحلة، ومن أهمها فرحة الابتعاد عن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ولذة الاستمتاع بالجلوس داخل المعسكر المستدير لتبادل أطراف الحديث ومشاركة تجارب الحياة، بالإضافة إلى التجربة الساحرة المتمثلة في الذهاب للنوم في العراء ومشاهدة ملايين النجوم.