يبدو أنه خيالي ولكنه حقيقي.. هل تعلم أين تقع القرية الأوروبية التي ألهمت فيلم "فروزن" الشهير؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما يصبح مطعم، أو فندق، أو شارع معيّن مشهوراً عبر موقع "إنستغرام"، يعني ذلك أنه مجرد مسألة وقت قبل أن يفيض ويتدافع إليه السياح. وهذا ما تعاني منه قرية "هالستات" الألبية في النمسا، والتي تحتضنها جبال "زالسكامرغوت".
ومع أن عدد سكان هذه البقعة المحمية من قبل يونسكو يصل إلى 780 شخصا فقط، إلا أن عدد السياح فيها يُقال إنه يصل إلى حوالي 10 آلاف شخص يومياً.
ويكمن جزء من جاذبية هذه القرية إلى إشاعة تنص أنها مصدر إلهام "أرينديل"، وهو مكان خيالي من فيلم ديزني الشهير "فروزن" (Frozen).
وتحاول القرية حالياً تحديد كيفية التعامل مع التدفق الكبير للسياح مع مديرة مكتب مجلس السياحة في "هالستات"، ميشيل نول.
مشهد من قصة خيالية
بُنيت قرية "هالستات" بفضل صناعة تعدين الملح، ووصلت إلى مكانة بارزة في القرن الـ19 عندما "اكتشت" من قبل الكتاب والفنانين الرومانسيين، وكانوا مندهشين من جمال عمارتها الباروكية مثل العديد من مستخدمي "إنستغرام" اليوم.
وتم إصدار أول فيلم "فروزن" (Frozen) في عام 2013، ومع ذلك، إلا أن القرية أصبحت تحاول التوازن وهي على حافة نقطة الانهيار منذ بعض الوقت بالفعل.
وفي عام 2017، ذكرت صحيفة "Local Austria" أن القرية اضطرت لاستخدام حراس في الكنائس لمنع السياح من إزعاج المرتادين.
وأشارت نول إلى أن إضافة قرية "هالستات" إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1997 فتحت الأبواب لتدفق السياح، وقامت مواقع التواصل الاجتماعي بزيادة نمو السياحة.
التقليل من عدد السياح
ويُدير فولوديمير مازوروك شبكة من حسابات "إنستغرام" تعرض لقطات السياح، وهي تتمحور حول النمسا. وفي حديثه عن السياحة في قرية "هالستات"، قال: "إن الموقف المتعلق بالسياحة مثير للجدل. إنها نعمة ونقمة للسكان المحليين. ومن ناحية، لديهم ربح كبير من السياحة. ولكن، يأتي ذلك على حساب الخصوصية والراحة".
وذكرت نول أن مركز المجتمع المحلي يعمل على تحقيق التوازن، وأما خطوتهم الأولى، فهي تطبيق نظام حافلات جديد في مايو/أيار من عام 2020.
وسيخفض ذلك من عدد الحافلات والسياح في القرية، وأوضحت قائلةً: "ستحجز الحافلات المواعيد مسبقاً".
التركيز على النوعية بدلاً من الكمية
وأصبحت هناك تقارير حول سكان غاضبين من قرية "هالستات"، ولا تختلف معارضتهم عن المعارضة التي نشأت في البندقية، وأمستردام، وغيرها من المراكز السياحية في أوروبا.
وتعيش نول على بعد 6 أميال من القرية، ولكنها لاحظت تأثير السياحة على المكان بسبب عائلتها التي تعيش في القرية.
وقالت نول: "من ناحية، إن العديد من سكان هالستات (يكسبون رزقهم) من السياحة هنا.. ومن ناحية أخرى، من الصعب وجود الكثير من الضيوف في بلدتك. وأيضاً، تكون الأسعار في متاجر السوبرماركت أغلى من المدن الأخرى القريبة".
ويكمن الحل في التركيز على "السياحة ذات الجودة"، مع كون نظام الحافلات الجديد الخطوة الأولى لتحقيق ذلك، وفقاً لما ذكرته.