كاد أن يموت في 2018..أمريكي يعيد تجربة الطيران الشراعي بجرأة مدهشة في سويسرا
دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) -- انتشر في عام 2018 مقطع فيديو لأمريكي يتدلى من طائرة شراعية معلقاً بيدٍ واحدة. ورغم أنه كاد يلقى حتفه، إلا أنه عاد ليكرر تجربة الطيران الشراعي بجرأةٍ مدهشة.
وكاد الأمريكي كريس جورسكي أن يلقى حتفه خلال تجربة غير موفقة للطيران الشراعي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، أثناء قضاء العطلة في مدينة إنترلاكن، سويسرا، برفقة زوجته.
وسارت تجربة الطيران الشراعي الخاصة به بشكل مريع، إذ نسي الطيار الذي يُوجّه الطائرة الشراعية أن يُحكم إغلاق حزام الأمان الخاص بجورسكي.
وقضى جورسكي أكثر من دقيقتين متمسكاً بحياته حرفياً، في مشهدٍ تقشعر له الأبدان، إذ ترتفع الطائرة الشراعية بأميال فوق سطح الأرض بينما يمسك جورسكي بيدٍ واحدة أحد أطراف الطائرة.
ولحسن الحظ، عاش جورسكي ليروي أحداث القصة المرعبة. ولكن على الرغم من أن معظم الأشخاص قد يتخذون القرار بإنهاء مغامراتهم الجوية إلى الأبد بعد عيش مثل تلك التجربة، إلا أن جورسكي أراد أن يجرب حظة مرةً أخرى.
وهكذا، بعد مرور أقل من عام، عاد إلى المكان الذي كاد يلقى فيه حتفه، وكان يتفقد المناظر الطبيعية لجبال الألب، وعلى وشك تجاوز الحافة والمضي قدماً نحو التجربة المفعمة بالأدرينالين مرةً أخرى، ولكن هذه المرة كان حزام الأمان يحميه.
ويذكر جورسكي، الذي يقيم في ولاية فلوريدا، أنه أراد الذهاب إلى هناك وخوض التجربة مرةً أخرى.
ويقول جورسكي لـCNN :"أعتقد أن أصعب نقطة هي الوقوف عند منصة الإنطلاق، حيث وقفت أول مرة، ونظرت إلى أسفل فقط قائلاً، حسناً، سنفعل ذلك مرة أخرى".
ويضيف جورسكي أنه بمجرد انطلاقه، أخذته اللحظة وكانت رائعة للغاية.
يوم لا يُنسى
وكانت مغامرة الزوجين، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، هي المرة الأولى التي يجرب فيها أي منهما رياضة الطيران الشراعي.
ويشير جورسكي إلى أن الشمس كانت تضيء المناظر المذهلة لجبال الألب والغابات بأشجارها الخضراء في الأسفل.
وانطلقت زوجة جورسكي بنجاح، وكان جورسكي متحمساً للالحاق بها.
وقال لـ CNN: "لقد حدث الأمر ببطء شديد عندما أقلعنا، ولم أكن أعرف بالضبط ما كان يجري، وما الذي حدث حتى فات الأوان لاتخاذ القرار بالنزول أو فعل أي شيء حيال الموقف، وأتذكر أنني أدركت أن الشيء الوحيد الذي يقف بيني وبين الموت الوشيك هو يدي".
ويُظهر مقطع الفيديو كيفية إمساك جورسكي بالطائرة الشراعية بيده اليسرى، مع إمساك موجّه الطائرة بصعوية لذراعه الأيمن.
ويقول جورسكي إنه في وقت من الأوقات، عندما نظر إلى الأسفل، رأى الكثير من الأشجار تتغير ألوانها، وإنه كان يوماً جميلًا للغاية، وإنه ظن حتماً أنه سيسقط إلى حتفه هنا.
ويضيف جورسكي أنه تصور لحظة سقوطه من الطائرة الشراعية. ويعتقد أنه في تلك المرحلة، حاول التركيز بالكامل على التمسك بأقصى ما يستطيع، ولأطول فترة ممكنة.
ويتذكر جورسكي شعوره بالارتياح عند هبوطه أخيراً على الأرض، حتى وإن كان هبوطاً قاسياً، كُسر على إثره معصمه الأيمن وتمزق وتر ساقه، ولكنه عدا ذلك بقي سالماً.
بعد الحادث
وعندما كان جورسكي مستلقٍ في المستشفى في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، حاول استيعاب ما حدث.
وربما يكون الطيار قد ارتكب خطأً جسيماً بعدم تنبهه إلى إحكام حزام الأمان، ولكنه على حد تعبير جورسكي، "اتضح أنه رجل مواقف، رغم أنه كاد يقتلني".
وقد حصد مقطع الفيديو الذي وثق الحادثة المرعبة من ذلك الحين 9.9 ملايين مشاهدة.
المرة الثانية أوفر حظاً
ورغم من كل ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بقيت في مخيلة جورسكي النظرة التي ارتسمت على وجه زوجته عند هبوطها بالطائرة الشراعية، بالطبع قبل أن تعرف ماذا حل بزوجها.
ويصف جورسكي نظرة زوجته بأنها "كانت متوهجة للغاية كما لو أنها قامت بأروع شيء على الإطلاق".
لذا أراد جورسكي تجربة هذا الشعور بنفسه.
ويقدّر جورسكي مشاعر الأشخاص الذين قد يعتبرونه مجنوناً، بصعوده طواعيةً إلى السماء مرةً أخرى، ولكنه يفكر في الأمر بطريقة مختلفة، "ما هي احتمالات وقوعه في تلك الحادثة مرة أخرى، لقد كانت النسبة 1 في المليون".
واختار الزوجان شركة مختلفة لخوض تجربة الطيران الشراعي هذه المرة، وكان ولفجانج سيس، والذي يعد أحد أفضل الطيارين بالطائرات الشراعية في العالم، هو مرافق جورسكي في هذه المغامرة.
لذلك كان جورسكي في أيد أمينة هذه المرة، ولم يشعر بأي توتر.
ويصف جورسكي تجربته الثانية قائلاً: "لقد كان كل شيء كما آملت أن يكون، بلا مجهود، كما لو كنت تحلق، لقد كان رائعاً".
ويقول جورسكي لعشاق الأدرينالين الذين يصيبهم التردّد بعد مشاهدة مقطع فيديو الحادثة المرعبة، إن "احتمال وقوع تلك الحادث كان واحد في المليون، كما تعلمون؟ لذا أقول خوضوا التجربة، فهي تجربة مدهشة".