إعادة إكتشاف "العالم المفقود" بأمريكا الجنوبية.. ما الذي ينتظرك بهذه الوجهة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما أخذ الكاتب آرثر كونان دويل فترة من الوقت بعيداً عن كتابة مغامرات شيرلوك هولمز الغامضة، ألّف البريطاني حكايةً عن زاوية نائية في أمريكا الجنوبية لا زالت تتجول فيها الديناصورات ومخلوقات ضخمة أخرى.
واعتقد العديد من القرّاء أن قصة "العالم المفقود" (The Lost World)، التي نُشرت في عام 1912 كانت مجرد خيال.
ومع ذلك، كانت قصته مستوحاة من التقارير التي كان يأتي المستكشفون بها من 3 مستعمرات أوروبية، وهي غيانا البريطانية، وغيانا الهولندية، وغيانا الفرنسية.
وتشكل تلك المستعمرات في الوقت الحاضر دول مستقلة، وهي غيانا، وسورينام، والأراضي الفرنسية لغويانا (غويانا الفرنسية)، وظلت المناطق التي كتب عنها دويل غير مُكتشفة بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن تلك الوجهات الثلاثة تخرج من الظلال الآن، إذ يتم اكتشاف عجائبها الطبيعية، والتاريخية، والثقافية من قبل مسافرين يرغبون في خوض عوالم جديدة.
ومع أنها لا تحتوي على ديناصورات عملاقة، إلا أن غابات الأمازون التي تغطي 80% من هذه البلدان تحتضن حياة برية كبيرة جداً.
غيانا وغاباتها المطيرة
ومن الوجهات التي يجب زيارتها في غيانا هي شلالات "كايتيور". ومع أنها غير معروفة إلى حد كبير خارج البلاد، إلا أنها تُعد أكبر شلال منفرد في العالم، ويصل ارتفاعه إلى 226 متراً دون انقطاع.
ويجعله ذلك أطول من شلالات فيكتوريا بمرتين، وأطول من شلالات نياجرا بأربع مرات.
ولا تتكون منطقة الأمازون في غيانا من الأشجار فحسب، فهي تشتمل على مساحات شائعة من السافانا الإستوائية. وبعيداً من الشلال، يمكنك رؤية مخلوقات رائعة في الغابات، مثل ضفدع الأشجار الذهبي.
ومن المخلوقات التي قد تراها في البلاد أيضاً هي آكل النمل العملاق، وتمساح "كيمن" أسود.
سورينام وثقافتها المتعددة
وتُعد سورينام بوتقة انصهار، وينجم ذلك الأمر عن امتلاك الهولنديين إمبراطورية عالمية تضم مجموعة لا تصدق من الديانات، واللغات، والمجموعات العرقية.
ويمتلك الهولنديون إرثاً في البلاد، وهو عبارة عن مدينة داخلية مليئة بالمباني الإستعمارية من القرنين السابع عشر والثامن عشر، والتي تضم الآن متاحف، ومطاعم، ومحلات الحرف اليدوية، وهي تتواجد في العاصمة باراماريبو.
وأُدرج المكان ضمن لائحة مواقع التراث العالمي لليونيسكو في عام 2002.
وتتمحور المدينة حول قلعة "Fort Zeelandia"، وهي قلعة هولندية تم الحفاظ عليها بشكل رائع، والتي تتضمن معروضات عن تاريخ سورينام، وعن الفن، والجماعات العرقية فيها.
ويبرز تعدد الأديان في البلاد أيضاً عبر احتضانها لمعبد هندوسي، ومعبد يهودي، ومسجد أيضاً.
غويانا الفرنسية وماضيها القاتم
وتقع حدود سورينام وغويانا على بعد ساعتين بالسيارة من شرق باراماريبو، وعبر منطقة يسكنها شعب "مارون" (Marron)، وهم أحفاد العبيد الأفارقة الذين هربوا من المزارع الهولندية إلى الغابة.
وتُعد مدينة سان لوران دو ماروني ثاني أكبر مدينة في غويانا، وهي تُعرف بسجن "Camp de la Transportation".
وبدأت فرنسا بنقل السجناء السياسيين إلى غويانا الفرنسية خلال ثورة تسعينيات القرن الثامن عشر، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، كان معظم الأشخاص الذين تم ترحيلهم يتكونون من رجال ونساء أُدينوا بالقتل، وجرائم أخرى خطيرة.
ومع ذلك، لم تحتل معسكرات السجون إلا جزءاً صغيراً من المستعمرة، إذ تحتضن غويانا الفرنسية أيضاً مناجم ذهب، ومزارع استوائية أيضاً.
وشكلت "جزيرة الشيطان" الجزء الخارجي من هذه المستعمرة، ومع ذلك، فإن معسكرات السجون في مدينة سان لوران دو ماروني هي المكان الذي وقعت فيه "أكثر الأعمال الشيطانية".
وكان السجناء يُسجنون لأعوام أو حتّى عقود، وتم إعدام العديد منهم باستخدام المقصلة.