منتجع تزلج فرنسي ينقل الثلوج بالطائرات بسبب التغير المناخي

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتوجه العائلات خلال عطلات الشتاء إلى منتجعات التزلج من أجل الاستمتاع بالثلوج. ولكن يبدو أن أزمة المناخ تحول بين استمرار المنتجعات في الصمود للبقاء مفتوحة أمام روادها، إذ اضطر منتجع تزلج فرنسي إلى استخدام طائرة هليكوبتر محملة بالثلوج للبقاء مفتوحاً، بعد أن تركت درجات الحرارة الدافئة وغير الموسمية سفوحه دون غطاء ثلجي.

محتوى إعلاني

وتُظهر الصور مشهد المروحية وهي تنقل الثلوج إلى منتجع التزلج "Superbagnères"، الذي يقع بمنطقة جبال البرانس الفرنسية، وتضعها على سفوحه.

محتوى إعلاني
قررت إدارة إقليم غارون العليا نقل الثلوج على متن طائرة هليكوبتر للتأكد من بقاء المنتجع مفتوحاًCredit: ANNE-CHRISTINE POUJOULAT/AFP/Getty Images

وصرح مسؤولون من إقليم غارون العليا، لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، أن الخطوة ضرورية للتأكد من بقاء منتجع التزلج مفتوحاً خلال العطلات المدرسية القادمة.

وتشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بكثير من 10 درجات مئوية، وهي تعد درجات حرارة دافئة بحيث لا تصنع ثلجاً صناعياً.

ومع ذلك، أثارت تلك الخطوة الانتقادات، وأبرزها من وزيرة البيئة الفرنسية، إليزابيث بورن، التي نشرت تغريدةً، عبر موقع " توتير"، كتبت فيها أن نقل الثلوج بالطائرات المروحية "ليس حلاً متاحاً". 

اضطر المنظمون إلى إحضار الثلوج المخزنة لمسابقة القفز التزلجي التي أقيمت في مدينة أوبرستدورف الألمانية الشهر الماضيCredit: CHRISTOF STACHE/AFP/Getty Images

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يشكل فيها نقص الثلوج مشكلة، إذ اضطر منظمو بطولة كأس العالم للتزلج، التي نُظمت الشهر الماضي، بمدينة "نوفي ميستو نا موراف" التشيكية، إلى الاستفادة من مخزونهم من الثلوج في العام الماضي، ومضاعفة قسم من مضمار التزلج ليتمكنوا من التقدم في المنافسة.

ويشير الخبراء إلى أن الرياضات الشتوية من المحتمل أن تعاني أكثر في المستقبل، بسبب تغير المناخ، وتشير درجات الحرارة المرتفعة على مستوى العالم إلى أن مواسم التزلج تصبح أقصر بشكل ملحوظ وأنماط الطقس المتغيرة تجعل تساقط الثلوج أمراً يصعب الحصول عليه.

مواسم التزلج أصبحت أقصر

وفي تقرير يبحث تأثير التغير المناخي على الألعاب الشتوية المستقبلية، حذرّت اللجنة الأولمبية الدولية من أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، سيرتفع خط الثلوج، مما يعني أن عدداً أقل من الأماكن في جميع أنحاء العالم ستكون مناسبةً للتزلج وممارسة الرياضات الشتوية الأخرى.

ويتوقع تقرير اللجنة الأولمبية الدولية أن زيادة درجة واحدة مئوية من شأنها أن تدفع خط الثلوج لأعلى بمقدار 150 متراً، مضيفةً أن "موسم التزلج قد يتأخر لحوالي شهر وينتهي قبل موعده بحوالي 3 أشهر".

وبحسب وكالة "ناسا"، أصبحت درجات الحرارة العالمية الآن أكثر ارتفاعاً بواقع 0.98 درجة مئوية عن متوسط عام​​1951-1980. ويمكن ملاحظة الارتفاع في درجات الحرارة على مستوى الثلوج.

وقالت اللجنة الأولمبية الدولية إن درجات الحرارة المرتفعة تعد بمثابة "أنباء سيئة" بشكل خاص لمنتجعات التزلج الواقعة تحت ارتفاع ألف متر.

وتُعد مدينة "نوفي ميستو نا موراف" التشيكية، التي تقع على ارتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، مثالًا رئيسياً على ذلك، إذ أدركت المدينة، قبل عامين، أن الظروف المحلية للثلوج هناك لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة لمكان يرغب في استضافة مسابقات الرياضات الشتوية الكبرى، لذلك قامت ببناء منشأة عملاقة لتخزين الثلوج.

كان هناك ما يكفي من الثلج لتغطية منحدر التزلج في منتجع "Superbagneres"Credit: ANNE-CHRISTINE POUJOULAT/AFP/Getty Images

وفي ظل الوضع الراهن، يمكن أن تساعد التكنولوجيا في ابتكار حل بديل.

وستعقد الألعاب الأولمبية الشتوية لموسم 2022 في العاصمة الصينية بكين، وعلى سلاسل الجبلية القريبة على حافة صحراء جوبي، ولأن تساقط الثلوج نادر للغاية في المنطقة، سيتعين على المنظمين الاعتماد بالكامل على الثلج الاصطناعي.

أنقذ الثلج الاصطناعي الموسم للمتزلجين في مدينة روبولدينغ الألمانيةCredit: CHRISTOF STACHE/AFP/Getty Images

ومع ذلك، لا يخلو هذا الحل من مشاكله، إذ تعاني شمال الصين بالفعل من إجهاد مائي حاد، وأصبحت المنطقة جافة على نحو متزايد.

وفي تقييم مبكر للمكان، حذرت اللجنة الأولمبية الدولية من أن بكين يبدو أنها "بالغت في تقدير قدرتها على استعادة المياه المستخدمة لصنع الثلوج"، مشيرةً إلى إنها ستحتاج على الأرجح إلى تحويل المياه من مصادر أخرى. ولكنها مع ذلك مضت قدماً ومنحت الصين استضافة الألعاب الشتوية على أي حال.

نشر
محتوى إعلاني