زاوية الأموات بالقاهرة.. مقابر تبدو وكأنها تمتد إلى ما لا نهاية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- للوهلة الأولى، ستعتقد أن هذه المقابر لا نهاية لها، وتمتد مقابر زاوية سلطان، التي تُعرف باسم "زاوية الأموات"، على مساحة شاسعة بقباب مختلفة الأشكال، وتروي مدونة رحلات السفر تجربتها خلال زيارة زاوية الأموات.
وتقع قرية زاوية سلطان، أو كما يطلق عليها سكان مدينة المنيا "زاوية الأموات"، على الضفة الشرقية للنيل على بعد نحو 7 كيلومترات جنوب محافظة المنيا بالقاهرة.
وعلى الجهة الشمالية للقرية، شيد سكان المنيا الحديثة مقابرهم، التي تعلوها قباب ضريحية متنوعة الأشكال، ومن هذه المقابر اكتسب الموقع اسمه العربي "زاوية الأموات."
وقديماً، كانت تُعرف المنطقة بإسم "حبنو"، وهي عاصمة الإقليم 16 من أقاليم مصر العليا، وتضم المنطقة العديد من الآثار التي تعود إلى عصور مختلفة مثل العصور الفرعونية، واليونانية، والرومانية.
أما أبرز آثار المنطقة فهي بقايا هرم "حبنو" المدرج، وهو عبارة عن قاعدة هرم ملكي مهشمة من حجر الجير، ويرجح تاريخه أنه من عصر الأسرة الثالثة.
وتقول مدونة رحلات السفر، جيني سينجلتون، لموقع CNN بالعربية، إنها زارت العديد من المواقع السياحية الشهيرة والمكتظة بالسياح في مصر، لذلك كانت تبحث عن مكان مثير للاهتمام لا يقصده السياح كثيراً.
وقررت سينجلتون، التي تتخذ من عمان مقراً لها، زيارة زاوية الأموات، عام 2010، بعد أن قرأت عنها وأشارت إلى أنها تجد المقابر مذهلة، لذا بدت لها زيارة هذه المقبرة الفريدة من نوعها أمراً لا يمكن تفويته.
وبحسب قراءتها، وجدت سينجلتون أن المقابر بزاوية الأموات تضم مقابر إسلامية وقبطية، وقد يصل عمر بعضها إلى ألف عام.
وأشارت سينجلتون إلى أن حجم المقابر الضخم هو أكثر ما أثار دهشتها، إذ يبدو منظر القباب المتكررة والمصفوفة وكأنها بحر مموج من القبور وهو مشهد لا يصدق.
وللوهلة الأولى تبدو القباب متطابقة في الشكل، ولكن إذا نظرت عن قرب، فستلاحظ أنماطها المختلفة.
وتقول سينجلتون إنها مكثت بفندق على متن قارب، ولم تكن تعرف كيف تصل إلى زاوية الأموات، فذهبت مع رفيق رحلتها إلى محطة القطار للبحث عن المعلومات السياحية، ومن هناك وجدت ضابط أمن ساعدها على تدبير سائق بعد سؤالها عن سبب زيارتها ومحل إقامتها.
وقام السائق باصطحبها ورفيقها في جولة حول المقبرة، وأراهما الأجزاء التي كان يعرفها، وعلى الرغم من أنه لا يتحدث الإنجليزية كثيراً إلا أنه كان ودوداً لغاية، بحسب ما قالته سينجلتون.
وتصف سينجلتون زاوية الأموات بأنها عبارة عن مقبرة ضخمة تضم مئات المباني المبنية من الطوب اللبن، ويعلو كل منها قبة صغيرة. وتغطي مساحة واسعة تصل إلى أسفل جرف صغير.
وسارت سينجلتون عبر ممرات المقبرة أعلى التل إلى قاعدة الجرف، حيث تتوفر إطلالة مميزة على الجزء العلوي من المقابر التي تمتد في كل اتجاه.
ولاحظت سينجلتون أن بعض القباب تبرز الطوب مكشوفاً والبعض الآخر مغطى بالطين، وهناك قباب مغلقة وأخرى بثقوب أو نوع من الحزم المتقاطعة. بعضها يحتوي على "نوافذ" في جوانبها.
كما ترى سينجلتون أنه من الغريب أن يقضي الأشخاص يوماً بأكمله في المقابر، لزيارة أقاربهم ومن ثم القيام بنزهة، إذ تقول إنه في بلادها، لا يوجد من يخرج إلى زيارة المقابر لقضاء نزهة ممتعة.
أما عن زوار المقابر، فقالت سينجلتون إنهم يتمتعون بالمرح والفضول، ويمكنك مشاهدة الأطفال وهم يلعبون في الجوار، وكانوا في كثير من الأحيان يأتون إليها لتلتقط لهم الصور.
وتعتقد سينجلتون أن سكان المقابر لا يستقبلون الكثير من الزوار الأجانب، وتمنت لو أنها تمتلك المهارات اللغوية حتى تتحدث إليهم وتطرح جميع تساؤلاتها.
وتقول سينجلتون :" رأى عدد قليل من الأشخاص آلة التصوير الخاصة بي وأردوا أن ألتقط لهم الصور، وهو أمر رائع بالنسبة لي لأنني أحب التفاعل مع الأشخاص بهذه الطريقة".
وتوضح سينجلتون أنها اعتادت على المقابر كونها أماكن حزينة وجدية. ولكن في زاوية الأموات، شعرت بترحيب كبير، ويبدو أن أحداً لم ينزعج خلال تجولها وإلقائها نظرة عن قرب، بل بدا البعض متحمساً بوجودها هناك لمشاركة هذا المكان الرائع معها، بحسب ما قالته.
وتنصح مدونة السفر الراغبين في زيارة المكان بالتحقق من الوضع الأمني قبل الذهاب، والتصرف بشكل يناسب ظروف المكان وارتداء ملابس ملائمة، وطلب الإذن قبل التقاط الصور لأي شخص.