رجل يبني "حديقة حيوانات بشرية" في الصين ومليون دولار مقابل كل غرفة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما كان البشر وراء دمار المناظر الطبيعية في آسيا، وقطع الأشجار بهدف بناء منتجعات فاخرة في أجمل المواقع، على حساب الحيوانات البرية، التي يتم حبسها، لجذب السياح.
ولكن، يقول المهندس المعماري للفنادق في العاصمة التايلندية بانكوك، بيل بينسلي، إن ذلك لن الأمر لن يحدث مجدداً.
وحين طُلب منه تصميم منتجع يضم حديقة حيوانات في مقاطعة غوانغدونغ، بجنوب الصين، قرّر المهندس المعماري عكس الفكرة، وذلك عن طريق وضع البشر في الأقفاص والسماح للحيوانات بحرية التجول.
وفي منتجع "Shinta Mani Wild" بكمبوديا، يصل الضيوف عبر سلك طوله 380 متراً فوق برية منتزه "South Cardamom" الوطني. ويُدعى الضيوف للإنضمام إلى دوريات مكافحة "Wildlife Alliance" للصيد غير المشروع.
ويقول بينسلي، البالغ من العمر 61 عاماً، إنه من المتوقع افتتاح المرحلة الأولى من مشروع "وورلد وايلد"، الذي يضم مجموعة من الفنادق ذات العلامات التجارية المختلفة، بحلول عام 2023.
وسيصل عدد أقفاص البشر إلى ألفين و400 غرفة فندقية، بميزانية تبلغ مليون دولار مقابل كل غرفة.
وتمت الموافقة على فكرة المهندس المعماري، التي تحرص على نقل الحيوانات المعرضة للإساءة، في حدائق الحيوانات، بجميع أنحاء الصين، ليتم إطلاقها داخل مساحة تبلغ ألفين هكتار تقريباً، حيث تقع الحديقة البشرية.
وبدوره، قام بينسلي بتوظيف عالم الحيوانات، جيمس موريسون، بدوام كامل. كما يعطي مخطط المهندس المعماري لمحة عن المحمية، التي تضم السهول العشبية من آسيا، وأفريقيا، وأستراليا، حتى تعيش الحيوانات في "موطنها الطبيعي".
وترتكز قائمة الحيوانات، التي وضعها موريسون وبينسلي، على الأنواع التي يُوجد طلب كبير عليها. ويُذكر أن الثدييات الليلية الكبيرة تُعد من الحيوانات الأكثر تهريباً في العالم، فهي غالباً ما تستخدم لأغراض الطعام في الصين وفيتنام، إضافة إلى استخدامها في مجال الأدوية التقليدية.
وعند وصول الحيوانات، سيتم إجراء فحصاً طبياً في حال إصابة الحيوانات بالأمراض، إضافة إلى وجود مركز إعادة التأهيل لعشرات الحيوانات، التي يأملان بإنقاذها.
كما ستحصل الحيوانات على إمكانية الوصول إلى 95٪ من الأرض، وستكون النسبة المتبقية، وهي 5%، من نصيب البشر، في فنادق "والدورف أستوريا"، و”هيلتون"، وفنادق "بينسلي" الخاصة بمجموعة "شنتا ماني".
وسيضم المشروع معرضاً حول تجارة الحياة البرية غير القانونية وتجارب أخرى مختلفة. ليس ذلك فحسب، وإنما ستتواجد قطارات مختلفة، أحدها يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 عاماً.
وأوضح بينسلي أن المنتجع هو بمثابة "مسرح ينقل معه رسائل مؤثرة بشكل كبير، إضافة إلى قيمة الحياة البرية، كونها تعد اليوم شيء يجب امتلاكه أو أكله في اللغة الصينية".
ويتوقع بينسلي أن "المستقبل سيكون أشبه بمشروع حديقة الحيوانات البشرية".
وينظر المهندس المعماري إلى المشاريع بشكل مختلف، قائلاً: “كل شيء يتمحور حول تخفيف الأضرار.. كيف نبني على الأرض بأقل تدخل ممكن؟"، مضيفاً "أرضنا مصدر ثمين ، لا يمكننا فقط تخريبها".