بإطلالة ساحرة.. فندق في تركيا "يطفو" فوق معالم أثرية قديمة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— يمكنك قضاء عطلتك في زيارة المواقع الثقافية أو الاسترخاء في فندق من فئة 5 نجوم.. ولكن ماذا لو كنت تستطيع القيام بكلاهما في المكان نفسه؟
في وقت سابق من هذا العام، افتتح فندق فاخر جديد في مدينة أنطاكية التركية، وهو يعد أعجوبة هندسية وجمال معماري وموقع أثري بمستوى عالمي.
مثل الفنادق الأخرى في جميع أنحاء العالم ، تم إغلاق "Museum Hotel Antakya" مؤقتاً بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. ولكنه يقبل الحجوزات بدءاً من يونيو/ حزيران، وهو بالتأكيد مكان مناسب لخطط السفر المستقبلية.
بعد مرور 10 سنوات من إنشائه، يطفو الفندق الحديث، الذي يضم 200 غرفة، على أعمدة فولاذية فوق متحف "Necmi Asfuroğlu" للآثار.
ومن الجدير بالذكر أن المتحف يحتوي على حوالي 35 ألف قطعة أثرية، يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، تأتي من 13 حضارة مختلفة.
وبدأت القصة في عام 2009، عندما قررت عائلة "اسفوروغلو" بناء فندق فاخر، حيث اكتشفت أطلال مدينة أنطاكية التاريخية، وهي على بعد بضعة كيلومترات من أنطاكيا الحديثة.
ورغم أن الخطط الأصلية للموقع لم تكن ناجحة عملياً، إلا أن العائلة عملت مع بلدية أنطاكيا، ومتحف "هاتاي" للآثار، ومجلس المحافظة في أضنة للممتلكات الثقافية والطبيعية، على أكبر حفريات أثرية في تركيا منذ الثلاثينيات.
وعلى مدار المشروع الذي استمر لمدة 10 سنوات، تم اكتشاف أكبر فسيفساء أرضية من قطعة واحدة في العالم، حوالي 1050 متر مربع. بالإضافة إلى أول تمثال رخامي في العالم للإله اليوناني إيروس.
كيف يمكن البناء على موقع أثري ثمين لا يمكنك حتى الوقوف عليه؟
عينت عائلة "اسفوروغلو" المهندس المعماري التركي الحائز على جائزة "Emre Arolat" لتصميم الفندق "العائم".
تم لحم 20 ألف طن من الفولاذ الهيكلي يدوياً، في مصنع متخصص، بالقرب من مدينة اسطنبول. كما تصل تكاليف البناء إلى 120 مليون دولار، أكثر من أربعة أضعاف التقدير الأصلي.
يوفر البناء إطلالات على سان بيير القريبة، وهي أول كنيسة كهف في العالم. ليس ذلك فحسب، وإنما يوفر للضيوف أيضاً إطلالة على 23 قرناً من التاريخ.
استغرق العمل أكثر من 3 ملايين يوماً و6 ملايين ساعة عمل لإنشاء الفندق.
وقال متحدث باسم المتحف لشبكة CNN Travel إنه رغم افتتاح الفندق في "وقت صعب وغير مسبوق"، إلا أنهم يبقون جميع الضيوف على علم، مع تنفيذ الإجراءات اللازمة للاستعداد للمستقبل".