أكثر من 290 ألف طيار..فيروس كورونا يبقي الطيارين بعيداً عن السماء وهذا ما سيحتاجون إليه للعودة مجدداّ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تسبب وباء فيروس كورونا في توقف حركة معظم الطائرات في جميع أنحاء العالم. ولكن عند إعادة تشغيل حركة الطيران العالمي في نهاية المطاف، يجب أن يكون الطيارون على أهبة الاستعداد.
ويعني ذلك تحسين مهارات الطيارين وضمان التزامهم بلوائح السلامة الصارمة. ويمثل ذلك تحدياً، إذ لا يزال معظمهم يجلس في المنزل.
وقال بريان ستروتون، عضو جمعية طياري الخطوط الجوية البريطانية، التي تمثل مصالح الطيارين في المملكة المتحدة، إن الطيارين بحاجة إلى تدريب متكرر ليتمكنوا من قيادة الطائرات من جديد.
ويعني ذلك الامتثال للوائح تنص على نجاح الطيار في تنفيذ 3 عمليات إقلاع وهبوط، أحدها باستخدام مرفق القيادة الآلية في قمرة القيادة، خلال الـ90 يوماً الماضية.
ومن أن أجل التأهل للطيران خلال ساعات النهار والليل، يحتاج طيارو الرحلات التجارية إلى أداء 3 عمليات إقلاع وهبوط خلال ساعات الليل والنهار خلال فترة 90 يوماً الماضية.
وهناك فحوصات سنوية أخرى، والتي تشمل فحص كفاءة الترخيص، والذي يجب على الطيار أن يجريه كل عام للحفاظ على صلاحية رخصته كطيار. كما يجب على شركة الطيران التي توظف الطيار إجراء فحص لكفاءته التشغيلية كل 6 أشهر.
ويمكن إجراء معظم هذه الفحوصات فيما يُعرف بمحاكاة "المستوى D"، بحسب ما قاله آدم توديل، وهو طيار متمرس والمدير التنفيذي لشركة "PrivateFly"، وهي منصة حجز للطائرات عند الطلب.
وتقدم هذه التقنية أعلى تعريفات واستجابات واقعية، تماماً مثل تحليق الطائرة على أرض الواقع.
وتعد أجهزة المحاكاة مهمة كذلك لمساعدة الطيارين في الحفاظ على كفاءة مهاراتهم. والتي يمكن ممارستها باستخدام برامج مثل "Microsoft Flight Simulator".
ويحتاج الطيارون إلى الوصول إلى تجارب محاكاة طيران حقيقية واسعة النطاق. ولأجل تحقيق ذلك، يجب أن تكون أجهزة المحاكاة متاحة.
وفي المملكة المتحدة، أغلقت العديد من المرافق التي تقدم أجهزة محاكاة الطيران. إلى جانب مسألة توافر المدربين لإجراء تلك الفحوصات. كما يحتاج مساعد الطيار إلى الحضور.
ويرى توديل أنه سيكون هناك نقص في أجهزة المحاكاة المتاحة، والذي سيؤدي إلى تأخر شركات الطيران في مزاولة عملياتها العادية بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا.
ويشير توديل إلى مسألة التكلفة الباهظة، إذ يكلف استخدام جهاز المحاكاة حوالي 300 دولار إلى 400 دولار للساعة، إلى جانب رواتب الموظفين المرتبطين باستخدام الجهاز.
بالإضافة إلى ذلك، هناك متطلبات منتظمة للتدريب على مكافحة الحرائق، حيث يتعين على الطيارين الذهاب إلى طائرة مليئة بالدخان وإخلائها. وهناك أيضاً دورات إسعافات أولية، وتدريب على إدارة موارد الطاقم، والذي يتضمن تقييم كيفية عمل أعضاء الطاقم معاً كفريق.
وتتمثل أزمة الطيارين حالياً في الأنواع المختلفة من التدريبات والشهادات التي قد يضطر طاقم الطائرة إلى الالتزام بها إذا استمر توقف الطائرات لفترة طويلة، مع حقيقة بقاء غالبية الطيارين النشطين في العالم، ويزيد عددهم عن 290 ألف طيار، في المنزل.
وللمساعدة في تخفيف الضغط المتراكم من انتهاء صلاحية الشهادات الطبية للطيارين وتصنيفاتهم، تمنح السلطات التنظيمية في جميع أنحاء العالم تمديدات زمنية للطيارين.
وفي الولايات المتحدة، قالت مساعدة المستشار الرئيسي لإدارة الطيران الفيدرالية، ناعومي تسودا، إنه نظراً للظروف الاستثنائية المتعلقة بالوباء العالمي، لن تتخذ إدارة الطيران الفيدرالية أي إجراء قانوني ضد الطيارين في حالات عدم الامتثال لمعايير مدة الشهادة الطبية إذا انتهت بين فترة 31 مارس/آذار و 30 يونيو/حزيران.
ومن المؤكد أن تأجيل انتهاء صلاحية التراخيص والشهادات مفيد. ومع ذلك تواجه قوى العمل في شركات الطيران بعض العبء بسبب أزمة فيروس كورونا.
ويقول العضو المنتدب في وكالة التوظيف التجريبية "AeroProfessional"، سام سبرولز، إن أكثر من 40 شركة طيران قامت بإقاف أساطيلها بالكامل، وأغلقت غالبية شركات الطيران الأخرى ومن بينها شركات لم يسمع عنها من قبل.
ويشير سبرولز إلى أن الكثير من طواقم الطيران إما يعتمدون على الحد الأدنى للأجور أو يُطلب منهم أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر لمدة الشهرين القادمين.
وإلى جانب استخدام تجارب محاكاة الطيران عبر برامج الحاسوب، كيف يتمكن الطيارون العالقون في المنزل من الحفاظ على مهاراتهم داخل قمرة القيادة؟
وتقول كارلين بيتيت، قائدة طائرة "بوينغ 777" ومقرها الولايات المتحدة، إن الطيارين يمكنهم الاستفادة من هذا الوقت في تحسين مهاراتهم.
وتضيف بيتيت أنه "سيكون من الجيد أن توفر شركات الطيران أدوات التدريب عبر الإنترنت حتى نتمكن من الحفاظ على الكفاءة أثناء بقاءنا في المنزل، ونعود إلى تحليق الطائرات مجدداً".