حفلات عشاء تضم مدعويين من الامارات والسعودية والكويت في ظل انتشار فيروس كورونا..والسبب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في ظل أزمة فيروس كورونا الصحية التي اجتاحت العالم، يعيش غالبية الأشخاص في حالة من الملل والضجر والوحدة، ويتأملون لحظة انفراج قريبة لتجاوز تحديات وتبعات فيروس كورونا.
ويبقى السؤال، كيف يمكن تجنب الشعور بالوحدة، في وقت العزلة الاجتماعية، إلى حين انتهاء الأزمة؟
وجاءت فكرة العشاء الافتراضي كرد فعل على الإجراءات الاحترازية، التي تفرض التباعد الاجتماعي وبقاء الأشخاص بمنازلهم، خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتميل حنان وريل، وهي مؤلفة كتاب "Table Tales"، أي "حكايا المائدة"، الذي يتمحور حول المطبخ البدوي العالمي لأبوظبي، إلى إعداد الطعام واستضافة الزوار بمنزلها، الأمر الذي يمنحها السعادة ويضفي البهجة إلى قلبها.
ولكن، تغير الحال في لحظة مباغتة، لتجد طاولتها المستديرة فارغة من الأشخاص.
وأرادت وريل أن تستمر استضافتها للأشخاص بطريقة أو بأخرى، حيث تواصل معها البروفيسور في جامعة نيويورك بأبوظبي، جوناثان شانون، للتعاون على إطلاق "حكايات المائدة"، وهي سلسلة من حفلات العشاء الافتراضية التي تجمع الأشخاص من أماكن مختلفة.
وفي 28 مارس/ آذار، جمع العشاء الافتراضي الأول حوالي 15 شخصاً في مدينة أبوظبي. ولكن، توسعت لائحة الدعوة لتشمل مزيداً من الأصدقاء داخل وخارج دولة الإمارات في مناسباتها الدورية.
وعلى سبيل المثال، استضافت وريل فنانين من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت، في 11 أبريل/ نيسان.
وتقام حفلات العشاء بشكل أسبوعي من الساعة السابعة والنصف حتى التاسعة والنصف مساء. وفي كل عشاء، سيكون هناك "ملك" أو "ملكة" لاتخاذ قرار وجبة الطعام مسبقاً.
وأوضحت مؤلفة كتاب "حكايا المائدة" لموقع CNN بالعربية أن "كل وجبة عشاء تحمل موضوعاً يتمحور حول الطعام.. أقول دائماً إن وصفة طعام بدون قصة هي مجموعة من التعليمات المملة".
وبداية، تطلب وريل من المشاركين التعبير عن مشاعرهم بكلمة واحدة، فالبعض يكون متحمساً والبعض الآخر يكون متعباً أو قلقاً. وبالتالي، يصف كل شخص الطعام الذي أعده مع مشاركة بعض القصص، للشعور بتغذية الروح والجسد.
وعادة ما تتمحور الأحاديث حول أصول مختلف الأطباق، مثل التبولة أو المقلوبة، إضافة إلى أهمية كتب الطبخ التي تعتبر بمثابة وثائق تاريخية وثقافية.
وتتحول الأحاديث أحياناً إلى الوضع الحالي الذي يعيشه الناس اليوم، وكيف سيتغير العالم بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد.
وتبقى الرسالة واحدة، وهي تشجيع استمرارية التواصل مع الآخرين رغم المسافات البعيدة، إضافة إلى ممارسة الهوايات التي يميل الأشخاص إليها.
ويُذكر أن كتاب ”حكايا المائدة“ قد ترجم إلى اللغة العربية، وهو في انتظار شحنه من إيطاليا، بمجرد استئناف العمل. وبدوها، تشعر وريل بحماس شديد لمشاركة القصص والوصفات الغنية مع جمهور أوسع يتحدث باللغة العربية.