بمشروع يدرس تأثير بيئة الفضاء المنعزلة..الإمارات تستمر بمشوار الـ100 عام لاستيطان المريخ في ظل فيروس كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تخطو دولة الإمارات خطواتها الأولى نحو بناء أول مستوطنة بشرية إماراتية على سطح كوكب المريخ بحلول عام 2117 من خلال مشروع "الإمارات لمحاكاة الفضاء".
ويهدف "برنامج المريخ 2117"، وهو برنامج طويل المدى، إلى دراسة كوكب المريخ وإرسال مهام تحمل رواد فضاء إلى الكوكب الأحمر، وبناء أول مستوطنة إماراتية.
وكشف مدير "برنامج المريخ 2117" في مركز محمد بن راشد للفضاء، عدنان الريس، لموقع CNN بالعربية، عن تفاصيل مشروع "الإمارات لمحاكاة الفضاء" الذي يهدف إلى دراسة تأثير بيئة الفضاء المنعزلة على الإنسان.
وقال الريس إن مشروع "الإمارات لمحاكاة الفضاء" يركز على تطوير أبحاث، وعلوم، وتقنيات تساهم في الرحلات الطويلة إلى الكوكب الأحمر.
وتستغرق رحلات الوصول إلى كوكب المريخ أكثر من 9 أشهر، لذلك هناك حاجة إلى تطوير العديد من التقنيات للتمكن من الوصول إلى كوكب الأحمر، بالإضافة إلى دراسة تأثير هذه الرحلات الطويلة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، بحسب ما ذكره الريس.
وتؤدي العزلة التي سيواجهها رواد الفضاء خلال الرحلة الطويلة إلى تغيرات تؤثر على الجوانب الفسيولوجيا والنفسية للإنسان، وفقاً لما قاله الريس.
وبالمشاركة مع معهد الأبحاث الطبية الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بالعاصمة الروسية موسكو، يخوض مشروع "الإمارات لمحاكاة الفضاء" برنامج "البحث العلمي"، والذي يمتد لثمانية أشهر، وسيتم اختيار طاقم مكون من 6 أشخاص من وكالات الفضاء المختلفة.
وسيتمضن الطاقم مواطناً إماراتياً سيشارك في مشروع المحاكاة، حيث سيخضع لظروف العزلة التامة عن الخارج بالبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، وخلال هذه الفترة سيتم اختبار العديد من التجارب العلمية والعديد من التقنيات التي ستساهم في الرحلات الفضائية المستقبلية.
ويرى الريس أن المشاريع الفضائية لها دور على كوكب الأرض سواء على البشر أو على التقنيات التي نستخدمها بشكل يومي، إذ أن العديد من التقنيات الحالية كانت في الأساس لمشاريع فضائية وبعد ذلك تم تطويرها لاستخدام البشر.
ويوضح الريس أن مشروع المحاكاة سوف يكسب البشرية العديد من العلوم والمعارف من خلال دراسة الجوانب النفسية والجسدية وكيفية تأثير العزلة على البشر، مشيراً إلى أن هذه المعلومات ستكون متوفرة للتغلب على أي ظروف مستقبلية، مثل تلك التي نواجهها في الوقت الحالي.
ويشير الريس إلى العديد من التحديات التي يواجهها "برنامج المريخ 2117" ومنها تقنية، وبيئية، وتحديات خاصة بتوفر المياه والغذاء والطاقة، مضيفاً أنها تحديات نواجهها كذلك على كوكب الأرض وفي دولة الإمارات.
وتشمل التحديات الأخرى مسألة توفر المواد الضرورية لبناء المستوطنات والأجزاء المختلفة على سطح الكوكب الأحمر، لذلك يهدف البرنامج إلى القيام بالعديد من الأبحاث في مجال علوم المواد وكيفية استخدامها، بحسب ما ذكره الريس.
ويؤكد الريس أن استراتيجية "برنامج المريخ 2117" تمتد لـ100 عام ولكنها تتضمن خطط قصيرة الأمد بحيث يمكن لدولة الإمارات الاستفادة من نتائج الأبحاث على المدى القريب.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، الثلاثاء الماضي، عن نتائج القائمة الأولية للمرشحين للمشاركة في مشروع "الإمارات لمحاكاة الفضاء".
ومن بين أكثر من 100 مُتقدم، تضم القائمة 10 مرشحين، منهم 5 نساء من بينهن أصغر المرشحين عمراً وتبلغ 25 عاماً، فيما أكبر المرشحين سناً، هو رجل يبلغ من العمر 40 عاماً.
وسيتم اختيار اثنين فقط بين المرشحين خلال المرحلة النهائية، أحدهما أساسياً والآخر احتياطياً، لتشكيل الطاقم رقم واحد.
ومن المقرر أن يخضع المرشحين لفحص طبي للتأكد من مستوى لياقتهم البدنية ومن عدم معاناتهم من أي مرض مزمن. ومن ثم سيخضع المرشحون لاختبارات نفسية متنوعة من خلال مقابلات ستُجرى معهم عن بعد، وفقاً للبيان الصادر عن مركز محمد بن راشد للفضاء.
وبعد انتهاء هذه الاختبارات ستُجرى المقابلات النهائية للمرشحين مع فريق يضم خبراء من مركز محمد بن راشد للفضاء في الأسبوع الأول من شهر مايو/أيار المقبل، ليتم بعدها اختيار الطاقم رقم واحد.
وقد أُعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في البرنامج في شهر فبراير/شباط الماضي.
واشترطت المُشاركة لهذا البرنامج أن يكون المُتقدم من مواطني دولة الإمارات، وأن يتراوح عمره بين 25 و 55 عاماً، وأن يكون متقناً للغة الإنجليزية، وأن الأفضلية ستكون للمتخصصين في مجالات العلوم، أو الطب، أو الهندسة.
والجدير بالذكر، أن مركز محمد بن راشد للفضاء يستكمل مشاريعه الفضائية ولم يتأثر بوضع فيروس كورونا.