نقود تتساقط من السماء.. عادة قديمة موثقة بصرياً لأجواء "زفة العصر" في السعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أجواء مبهجة وعلامات فرح ترتسم على وجوه الحاضرين، هو يوم يُشاركك فيه الأهل والأصدقاء والجيران تفاصيله، وستبقى تتذكره طوال حياتك، ليتحول فيما بعد إلى حكاية تروي السعادة والسرور والحب.
ويميل المصور الصومالي، عبدالرحمن صالح، إلى التجول بكثرة بين شوارع المدينة والحديث مع العابرين، إذ يعد التجول بمثابة مصدر إلهام يقف وراء غالبية أعماله الفوتوغرافية، والذي دفعه بمحض الصدفة إلى الاندماج مع إحدى الزفات السعودية، وبالتحديد في محافظة الأحساء.
ويتميز كل بلد بطقوسه الخاصة في حفلات الزفاف، وكل شخص يملك ذوقاً مختلفاً للاحتفال بـ"فرحة العمر". وفي الوقت الذي يحلم البعض بإقامة عرس فخم وخيالي، يميل آخرون إلى البساطة والعودة إلى التقاليد القديمة.
وفي حديث المصور الصومالي مع موقع CNN بالعربية، قال إن زفة العصر تعتبر "عادة قديمة كانت ولاتزال موجودة، لكن على نطاق ضيق بالقرى المجاورة والحارات".
وبعيداً عن بساطة هذا الحدث المُحبب لدى الجميع، تفاجأ صالح من تساقط النقود من السماء، وهي عملات نقدية قيمتها صغيرة، وذلك بدافع مشاركة الأطفال والشباب فرحتهم.
وبحسب توضيح المصور الصومالي عن تفاصيل زفة أهل الأحساء، يتخلل هذه العادة القديمة وقفات مختلفة، تبدأ من الصباح، برفقة الأهل والأصدقاء، ثم تكمل إلى الحلّاق، مروراً بالمزرعة للاحتفال بالعريس.
وبعد التجول في البيوت وشرب القهوة، يتجمع الأصدقاء والجيران وسط الحارة استعداداً لزفة العصر، مع مشاركة النقود والحلويات من أسطح المنازل للأطفال، حتى تستقبل الأم ابنها أخيراً بماء الورد والعود في المنزل.
وشعر العديد بالاعتزاز والامتنان لرؤية هذه العادة القديمة موثقة بصرياً.. وعلى غرار بعض البلاد الأخرى، الزوار مرحب بهم دوماً في احتفالات أهل محافظة الأحساء.
ويُذكر أن التصوير الفوتوغرافي هو بمثابة شغف لا يكاد يهدأ حتى يبدأ مجدداً، الأمر الذي دفع صالح للاستقالة من عمله عام 2018، والاتجاه للمجال البصري، الذي يمارسه منذ عام 2012. واليوم، يعمل المصور الصومالي على مشروع توثيق الإنسان والمكان بمدينة جدة، في السعودية.