عزلة ذاتية ساحرة بمدينة دهب في مصر..كيف يقضي مصور وقته بعيداً عن فيروس كورونا؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بينما يقضي معظم سكان العالم هذه الفترة في منازلهم بسبب جائحة فيروس كورونا، هناك القليل من المحظوظين الذين "اضطروا" للبقاء في ملاذهم السري للوقاية من الفيروس. ويوثق مصور مصري وقته بالعزل الذاتي في مدينة دهب، التي اكتسبت اسمها نسبةً لرمالها الناعمة، في تجربةٍ يتخللها الهدوء والإستجمام على شاطئ البحر.
وتقع مدينة دهب السياحية على خليج العقبة عند البحر الأحمر جنوب شرق شبه جزيرة سيناء، على بعد حوالي 100 كيلومتر إلى الشمال من منتجع شرم الشيخ الشهير، بحسب الموقع الرسمي لمحافظة جنوب سيناء.
ويقول مدون رحلات السفر، بيشوي فايز، لموقع CNN بالعربية، إنه قرر العمل على مشروع توثيق دهب في زمن فيروس كورونا، لأنه شعر بأن الطبيعة تتعافى وأنها ازدادت جمالاً بسبب انخفاض نسبة التلوث.
وأشار فايز إلى أن ظروف حظر التجول قد عزلت دهب عن باقي المحافظات المصرية، وأصبحت أقل ازدحماً، أي كما يذكرها المصور من زياراته في الماضي.
ويحاول فايز من خلال لقطاته أن ينقل الحالة التي يعيشها حالياً خلال عزلته الذاتية بـ"دهب زمان" بعيداً عن فيروس كورونا.
وخلال توثيقه لدهب في زمن فيروس كورونا، يركز بيشوي على مشاهد الحياة اليومية للسكان الأصليين، أي البدو، والمقيمين، بالإضافة إلى مظاهر تعافي الطبيعة بعد الإغلاق جراء فيروس كورونا.
ويلتقط فايز الصور لمظاهر تعافي الشعاب المرجانية وزيادة أعداد الأسماك تحت سطح المياه، كما يوثق الشواطئ والجبال من خلال توثيق أنشطة الألعاب المائية التي يمارسها المقيمين، ولعب أطفال البدو على الشاطئ ونزولهم إلى البحر، وفقاً لما ذكره.
كما يوثق بيشوي مشاهد من حياته اليومية في دهب والأنشطة التي يمارسها خلال عزلته الذاتية هناك.
وخلال يومه، يقوم فايز بممارسة الرياضة، كرياضة الجري على شاطئ البحر ومن ثم يقوم بممارسة اليوغا والتأمل وبعدها ينزل إلى البحر لممارسة السباحة، وعند غروب الشمس، يعود إلى مسكنه، الذي يقع بالقرب من البحر، ليشاهد الأفلام خلال ساعات حظر التجول، بحسب ما ذكره.
ورغم أن مدينة دهب تخلو من حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن فايز يؤكد أنهم يحافظون على مسافة التباعد الاجتماعي، إذ يمكن أن يقابل مجموعة من أصدقائه على شاطئ البحر أي في مكان مفتوح ويمارس معهم الرياضة، أو يستمع معهم للموسيقى مع إشعال نار المخيم.
ويرى فايز أن حياته في دهب بعد الوباء أصبحت مختلفة كلياً، إذ يشعر أنه "محظوظ للغاية" بقضاء عزلته بدهب، كما أنه يقدر أكثر من أي وقت مضى جمال الطبيعة.
أما بالنسبة لأصداء لقطاته عن توثيق دهب، فهناك من أعجب بنقله لمظاهر "الحياة الحقيقة" لدهب من بساطة وسلام نفسي، لدرجة أن رسائل عديدة وصلته تسأل عن كيفية الإنتقال للعيش هناك، بحسب ما ذكره.
ويقول المصور إن هناك من يحسده على تواجده في دهب وقت الوباء، بينما غالبية الأشخاص يتواجدون في منازلهم.
وأشار فايز إلى أنه يذهب بنفسه لشراء احتياجته اللازمة من البقالة المتوفرة مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، ويعد الطعام في مسكنه.
ويقول فايز: "أنا أعد من المحظوظين المعزولين في دهب، حيث تتوفر جميع سبل الراحة النفسية، والهدوء، والإستجمام بجوار الطبيعة الخالية من التلوث، وبعيداً عن إزعاج البشر".