شاي الفقاعات أو شاي "اللؤلؤ الأسود".. تعرف لهذا المشروب الذي تجاوز حدود آسيا وتحول لإدمان عالمي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على مرّ عقود، تحول شاي الفقاعات من مجرد مشروب إلى إدمان عالمي تجاوز حدود آسيا.
ويُعد شاي الفقاعات، الذي اختُرع في الثمانينيات، مشروباً كلاسيكياً ومحبوباً في تايوان. ويُشار إليه أيضاً بـ"شاي اللؤلؤ الأسود"، أو "شاي بوبا".
ورغم نسخاته المختلفة، إلا أن هذا المشروب يتكون بشكل أساسي من مزيج من الشاي والحليب، و"الفقاعات"، والتي تتكون من كرات صغيرة قد تكون مصنوعة من أي شيء مثل الـ"تابيوكا"، أو هلام الفاكهة.
وأصبح شاي الفقاعات من أحدث الإضافات لرموز الـ"إيموجي" التعبيرية الجديدة لعام 2020. ولكن، كيف كانت بداية هذا المشروب؟
إدمان عالمي
وبحسب دراسة جديدة، فإنه من المتوقع أن تنمو صناعة شاي الفقاعات بنحو 2 مليار دولار لتصل إلى 4.3 مليار دولار بحلول عام 2027.
وتزايد الطلب على شاي الفقاعات في جنوب شرق آسيا بنسبة 3000% في عام 2018 فقط.
ويمكن ملاحظة ولاء محبي هذا المشروب في سنغافورة عندما أُجبرت متاجر شاي الفقاعات على الإغلاق مؤقتاً للتحكم بانتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، إذ اندفعت الحشود للحصول على مشروبها الأخير قبل توديعه بشكل مؤقت.
ما هو أصل شاي الفقاعات الشهير؟
يمكن تتبع جذور شاي الفقاعات إلى الأربعينيات.
وبعد عمله كخبير في خلطات المشروبات في حانة "إيزاكايا" غير الرسمية في تايوان في ظل الحكم الياباني في الحرب العالمية الثانية، افتتح تشانغ فان تشو متجراً لبيع شاي "شو ياو" الفريد والمخلوط باليد.
ونتج عن ذلك شاي مثلج تعلوه فقاعات هواء، ويُعد الـ"شو ياو" عنصر أساسي لشاي الفقاعات اليوم.
وكان المشروب اختراعاً ثورياً، إذ لم تكن المشروبات الباردة شائعة آنذاك، وكانت فكرة استهلاك الطعام والمشروبات للمتعة تنمو في تايوان بعد الحرب.
وفي عام 1986، قرر الفنان التايواني ورائد الأعمال تو تسونغ هي، بدء مشروع تجاري جديد اعتماداً على صيحة متاجر الشاي، إذ تركته خطته التجارية السابقة بديون وصل مقدارها إلى 133 ألف دولار تقريباً.
وقال تو: "لقد كنت أزور سوق يامولياو الرطب، عندما رأيت فنيوان (كراب تابيوكا)، وهي وجبة خفيفة تقليدية أحببتها منذ طفولتي".
وعندها قال لنفسه: "لماذا لا أضيف بعض من الفينيوان في الشاي الأخضر".
وبدى الفينيوان مثل اللؤلؤ الذي يزين قلادة والدته، ولذلك قام بتسمية المشروب "زين زو لو تشا"، أي "شاي اللؤلؤ الأخضر".
وجرّب تو إضافة كرات أكبر حجماً ليتحول المشروب إلى شاي الفقاعات الكلاسيكي الذي يحبه الكثير من الأشخاص اليوم.
مساعدة من نجمة مثيرة
وتُشير كلمة "بوبا" إلى كرات التابيوكا السوداء الضخمة في المشروب. ويتفق معظم الأشخاص على أنه صاغ بائع متجول من مدينة تاينان هذه الكلمة بعد أن أخذ وحيه من نجمة الأفلام في هونغ كونغ آمي ييب، "بوبا".
وتعني كلمة "بوبا" عند ترجمتها على نحو فضفاض "بطلة الثديين" (champion of breasts).
أيقونة تايوانية
ولا يعود سبب حب تايوان لشاي الفقاعات إلى مذاق وملمس الشاي فقط، حسب ما قاله مؤرخ الطعام التايواني، تسينغ بين تسانغ، فقال: "إنها تحتضن بعض التجارب الثقافية التايوانية القديمة، مع لمسة من مشاعر الحنينية السائدة في هذا المجتمع الحديث".
وخلال إعادة إنتاج منتجين أساسيين، وهما الـ"فينيوان" والشاي، ترابط المجتمع بثقافتها وتاريخهما المشترك، حسب ما قاله تسينغ.
وأضاف المؤرخ: "يُعد شاي الفقاعات مثال ناجح على إعادة إنتاج طعام تقليدي، ولقد أصبح رمزاً لثقة تايوان بذاتها وهويتها".
حب من الرشفة الأولى
ويعود فضل تعريف شاي الفقاعات إلى السوق الدولية أيضاً إلى المصرفي الاستثماري البريطاني السابق، أسد خان، وهو يمتلك واحدة من أكبر العلامات التجارية لشاي الفقاعات المحلية في المملكة المتحدة.
وقال خان لـCNN: "تذوقت أول مشروب شاي فقاعات لي عندما كنت في نيويورك في عام 2009، وكان حباً من الرشفة الأولى".
ومن أن هذا المشروب كان يحظى بالشعبية في الأحياء الصينية، إلا أنه لم يكن العديد من الأشخاص من خارج آسيا على علم به.
ورأى خان فجوة في السوق، وقرر ترك وظيفته لإطلاق متجر "Bubbleology" في عام 2011.
ويستمر شاي الفقاعات في التطور، وأصبحت مجموعة جديدة من المتاجر تبيع شاي فقاعات السكر البني، والذي يستخدم السكر البني الطبيعي بدلاً من السكر الأبيض.
وتخطط "Bubbleology" تقديم خط جديد يُدعى "Skinny Teas" مصنوع من حليب الصويا العضوي، وهو يستهدف الزبائن المهتمين بالصحة، حسب ما قاله خان.
ولكن، مهما أبدعت في الوصفة، يكمن روح هذا المشروب في الشاي.