بظل الطلب المتزايد عليه بالشرق الأوسط.. هذا هو أول مطبخ بالإمارات يوفر وجبات "كوشير" اليهودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من أطباق عربية متنوعة، إلى نكهات مميزة من مختلف المطابخ والثقافات حول العالم، يحتضن مشهد الطعام في دبي ما يرضي جميع الأذواق. وتم تعزيز ذلك عندما افتتحت إيلي كريل أول خدمة خاصة لتوفير أطعمة "كوشير" اليهودية في عام 2019، وذلك عبر "Elli’s Kosher Kitchen".
وعندما انتقلت عالمة الاجتماع المولودة في جنوب أفريقيا، إيلي كريل، إلى دبي مع مع عائلتها عام 2013، لم تكن تعرف أي شخص آخر يلتزم بحمية غذائية تستند إلى تعاليم "كوشير" اليهودية.
ولذلك، اكتفت بتطبيق تلك التعليمات في منزلها.
ولكن عندما انتشر خبر وجود عائلة تلتزم بتعاليم "كوشير" في دبي، بدأ العديد من الأشخاص الذين يسافرون إلى المدينة يتواصلون معها لطلب مساعدتها في إيجاد مصادر لوجبات تتوافق مع تعاليمهم.
وتزايدت تلك الطلبات بشكل سريع مع إطلاق "عام التسامح" في الإمارات في عام 2019.
وقالت كريل في مقابلة مع CNN بالعربية: "أدركت أنني في موقع فريد لتقديم هذه الخدمة". ولذلك، بالتزامن مع زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، للإمارات "قررت وبشكل عفوي جعل طعامي متوفراً لكل من يرغب به".
ما معنى "كوشير"؟
وباختصار، تشير كلمة "كوشير" إلى الأطعمة التي تتوافق مع الشريعة اليهودية، إذ تتطلب على سبيل المثال ذبح الحيوان في ظل طقوس معينة، ويحظر تناول لحم الخنزير، بحسب ما ذكرته كريل.
ولكن لدى أطعمة "كوشير" متطلبات مختلفة أيضاً، إذ يُحظر تناول الأطعمة البحرية مثل المحار، والقشريات، وعندما يأتي الأمر لتناول الأسماك، يشترط أن تكون ذات زعانف وقشور.
ورغم أن العديد من الأشخاص سمعوا عن القواعد التي تتعلق بالمأكولات البحرية، إلا أن كريل أكدت وجود العديد من القواعد القديمة التي لا يعرف عنها الأشخاص.
وعلى سبيل المثال، يُسمح بتناول الثدييات ذات الحوافر المشقوقة فقط، والتي تستطيع مضغ طعامها مراراً وتكراراً قبل البلع، بحسب ما قالته كريل.
ولذلك، "يتفاجأ العديد من المحليين عندما يعرفوا أنه لا يُسمح لنا بتناول الإبل أو شرب حليبها".
وأضافت كريل: "عندما افتتحت مطبخي في بداية 2019، كنت أقدم أول خدمة طعام على طريقة كوشير. وحتى وقت قريب، كانت خدمة الطعام الخاصة بي الوحيدة المتاحة".
طلب متزايد على الطعام اليهودي في الشرق الأوسط
وأشارت كريل إلى أن محلات السوبرماركت في الدولة تزدخر بمنتجات "كوشير" المستوردة. ومع ذلك، فالوجبات الجاهزة، والمطاعم ليست متوفرة بشكل عام.
وأشارت كريل إلى تزايد الطلب على أطعمة "كوشير" اليهودية بالشرق الأوسط في ظل التطورات السياسية والإقتصادية في المنطقة.
وعندما يأتي الأمر لدولة الإمارات بالتحديد، فهي ترى أن مبادرات التسامح تشجع اليهود على الزيارة، إلى جانب كون الدولة وجهة سفر آمنة ومثيرة.
وأوضحت كريل: "بينما تُعد الإمارات دولة عالمية، ومع تواجد معظم فئات الطعام فيها بالفعل، بدأ طعام كوشير، أو الطعام اليهودي، يتحول إلى صيحة".
نكهات من الشرق الأوسط
ولطالما أحبت كريل الطبخ، وبسبب خلفيتها اليونانية، وكونها يهودية، وجنوب أفريقية، يتميز طعامها بالتنوع.
وإلى جانب تقديمها وجبات يهودية تقليدية، أشارت كريل إلى حبها لنكهات الشرق الأوسط، وأكدت: "سيكون من المستحيل لي عدم توفر وصفة تتضمن لمسة عربية فيها".
ومع مساعدة من شخص إماراتي، طورت كريل وصفات ذات مصادر محلية للمنازل اليهودية، وهي تتضمن مكونات مثل التمر، والهيل، وماء الورد، والزعفران، وغيرها.
وقبل تأثير قيود السفر الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، تضمنت زبائن كريل محترفي الأعمال الملتزمين بحمية غذائية تتألف من مأكولات "كوشير" والذين يقومون بزيارة البلاد لحضور المؤتمرات، والعائلات التي تأتي بهدف السياحة، والأزواج الذين يأتون لقضاء شهر العسل، أو العطلات السنوية.
وأكدت كريل أنها تتلقى طلبات من خارج المجتمع اليهودي في البلاد أيضاً، فقالت: "يميل الإماراتيون لطلب الكعك الخالي من الطحين بشكل متكرر، كما يشعر الزبائن الوافدين الدوليين بالفضول بشكل عام إلى تجربة مطبخ مختلف في المنطقة".
وتُقدم كريل معظم خدماتها في دبي، ولكنها تستطيع توصيل وجباتها إلى أي إمارة.
وتتطلع كريل إلى تأسيس مطبخ "كوشير" في أبوظبي، وأخذ مطبخها خارج حدود الإمارات وإلى المملكة العربية السعودية في المستقبل.