لعطلة خالية من فيروس كورونا.. يخضع زوار هذه الجزيرة الإسبانية لتدابير نظافة فائقة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما يحين وقت الإفطار، ستحتاج أولاً إلى فحص درجة حرارتك، ووضع كمامة، واستخدام معقم يدين كحولي، إضافة إلى ارتداء قفازات بلاستيكية. ويحصل كل هذا قبل أن تستطيع الحصول على قهوتك الصباحية.
مرحباً بك في فندق "Riu Concordia"، وهو جزء من سلسلة فنادق مقرها في جزيرة العطلات الإسبانية، مايوركا.
واختيرت هذه الجزيرة خصيصاً للترحيب ببعض الزوار الألمان الذي يبلغ عددهم 11 ألف شخص تقريباً، والذين يتجهون للجزيرة كجزء من برنامج تجريبي لاختبار الإجراءات الاحتياطية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وإعادة فتح اقتصاد السياحة في إسبانيا.
واستثمرت سلسلة الفنادق هذه في عدد كبير من البروتوكولات الجديدة.
وفي ردهة الفندق، تقوم كاميرات حرارية بمسح الضيوف لدى دخولهم، وإذا كانت درجة حرارة شخص ما مرتفعة، فيحصل موظف الاستقبال على تنبيه بذلك.
وقال مدير الفندق، سيرجيو نافارو، لـCNN: "العالم سينظر إلينا كمثال، مثال إيجابي".
وأضاف نافارو قائلاً: "نشعر بشجاعة كبيرة لنُظهر منتجنا للعالم. والأشخاص يبذلون جهوداً رائعة إلى الآن، ويستجيب الضيوف بشكل جيد للغاية".
نظافة فائقة
وعندما تتجه لتناول الإفطار لوحدك، سيهنئك الموظفون على اختيار "الخيار الأكثر أماناً".
وسترى أدوات الطعام وهي مغلفة بأمان، وسترى الكثير من الإشارات حولك التي تذكر الزوار بالبقاء على بعد مترين من الضيوف الآخرين.
وقد يجد المرء صعوبة عند الوقوف أمام "البوفيه" المفتوح، فيجب اتباع الأسهم الحمراء على الأرض لتجنب الاصطدام بالآخرين.
ويزدخر المكان بالضيوف الألمان، وحجزت شركة "TUI" لتشغيل الرحلات السياحية الفندق، وهي شركة السياحة الأولى في العالم.
وتراجعت السياحة خلال جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وهناك الكثير لإثباته أمام الشركات السياحية والفنادق، ولذلك، من السهل رؤية السبب وراء الاحتياطات والعناية الإضافية.
ولم تؤثر النظافة المفرطة على أجواء العطلة، فيمكنك رؤية مجموعة من الشباب الضاحكين وهم يتجهون إلى الشاطئ مع أسرة زاهية اللون قابلة للنفخ وراء محطات التعقيم في الردهة.
وفي الواقع، يبدو أن أكبر عائق أمام استمتاع الضيوف بعطلاتهم هو العدد الهائل من فِرَق وسائل الإعلام التي تبحث عن قصة جيدة.
"معقد بعض الشيء"
وقال أحد السياح، رينيه فوسيم، إن الأمر "معقد بعض الشيء"، عندما حاول تذكر عدد المرات التي تم فيها فحص درجة حرارته.
ولكن الأمر لم يؤثر على حماسه في جزيرة مايوركا، وأشار فوسيم إلى أنه أحب الموظفين الودودين بشكل خاص، إضافة إلى خدمة "البوفيه"، والمساحة المضمونة حوله، إذ شرح قائلاً: "كانت الشواطئ ممتلئة من قبل، وكانت المتاجر ممتلئة. وأما الآن؟ لا يوجد أحد".
وفي الوقت ذاته، هناك جانب محزن عند رؤية الحانات والنوادي وهي مُغلقة.
ومقابل فندق "Riu Concordia"، يمكن رؤية فندق مُغلق، ويمكن رؤية صاحب محل يبيع ملابس سباحة وهو ينظف الرمال التي تجمعت عند أبواب متجره خلال فترة الإغلاق.
وأشار صاحب المحل إلى أنه لا يتوقع بيع شيء، وقال: "سئمت فقط من الجلوس في المنزل".