الكشف عن هيكل صخري على شكل مثلث بالسعودية يحتضن بقايا بشرية.. ويظن الباحثون أنه استخدم لهذا الغرض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تزدخر المملكة العربية السعودية بمختلف البقايا الأثرية التي تعطينا لمحة عن طريقة عيش البشر قديماً قبل آلاف الأعوام. وكشفت مجموعة من الباحثين مؤخراً عن هيكل صخري ضخم في منطقة الجوف، من المحتمل أنه كان يُستخدم كجزء من طقوس جنائزية.
ونشر المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي "CNRS" في بداية يونيو/حزيران بياناً عن هياكل أثرية من عصور ما قبل التاريخ اكتشفتها مجموعة من الباحثين الدوليين في دومة الجندل بمنطقة الجوف السعودية، بقيادة الباحثة أوليفيا مونوز.
ومن خلال التأريخ بالكربون المشع، وجد الباحثون أن الهيكل بُني منذ أكثر من 7 آلاف و500 عام (أي في عام 5500 قبل الميلاد).
هيكل على شكل مثلث يحتضن بقايا بشرية
وفي حديثها عن المعلم الذي يمتد طوله لأكثر من 34 متراً خلال مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت مونوز، وهي باحثة من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، إنه عبارة عن "منصة على شكل مثلث ممدود، وهي مصنوعة من جدران حجرية جافة تحتضن كتلة من الصخور غير المنتظمة".
واستنتج الباحثون أن هذا الهيكل استُخدم على الأرجح لممارسة بعض الطقوس الجنائزية و التذكارية.
وشرحت مونوز قائلةً أن اتجاه الهيكل، الذي يتماشى مع شروق الشمس وغروبها في فصل الشتاء، ووجود بقايا بشرية في داخله بمثابة مؤشر إلى وظيفته الجنائزية.
ومن جانب آخر، يُشير طابعه التذكاري ومدة استخدامه الطويلة، والتي استمرت لألفي عام على الأقل، إلى أنه كان عبارة عن مكان لإحياء الأنشطة الاجتماعية، والطقوس، إضافة لكونه ركيزة للذاكرة الاجتماعية وبناء الهوية، وفقاً لما ذكرته.
وأظهرت ملاحظات الباحثين أيضاً أنه تم توسيع الهيكل الصخري مرتين على الأقل أثناء استخدامه.
ونجت فقط أثار قليلة من شأنها أن توفر معلومات أكثر عن نمط حياة وتنظيم الأفراد الذين قاموا ببناء المعلم.
ولكن البيانات المتاحة تشير إلى أنهم ربما كانوا عبارة عن مجموعات صغيرة من الرعاة الرحالة الذين شغلوا المنطقة بانتظام.
وبفضل الاستطلاعات التي قام بها أوائل علماء الآثار في المملكة، وصور الأقمار الصناعية التي تُمكن من الكشف عن هذه الهياكل بواسطة جهاز حاسوب بسيط، أصبح الباحثون على علم بتواجد العديد من المعالم الأثرية الصخرية في السعودية، وفقاً لما ذكرته مونوز.
وأضافت الباحثة أنه يمكن العثور على هياكل مشابهة لهذا المعلم في البلدان المجاورة في السعودية، وهي تدل على أن "السكان الذين شيدوها تواصلوا وتنقلوا عبر مساحة شاسعة للغاية، وأنهم يتشاركون بالتأكيد بعض القيم والأعراف الثقافية".
وكانت منطقة الجوف محور تركيز مهمة أثرية إيطالية، وفرنسية، وسعودية بين عامي 2010 و2017، وكانت المهمة بمثابة جزء من تعاون مع وزارة الثقافة السعودية، وفقاً لمونوز.
واكتُشف الهيكل في عام 2014، ثم خضع لأعمال تنقيبية بين عامي 2014 و2016.