أول ميناء بحري في السعودية..ما هو سر "شريان الحياة" قبل النفط في المملكة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تختفي الشمس وراء خط الأفق ببطء، وتتداخل مياه الخليج مع الشواطئ الرملية الضحلة، التي تنعكس عليها ألوان متمازجة بين الأزرق والأرجواني. 

مشهد من الطبيعة يلفت انتباه آلاف الزوار والسياح طيلة أيام العام. وبحسب وزارة السياحة السعودية، يصل العدد اليومي لقاصدي ميناء العقير قبل تطويره، خلال المواسم والعطلات، إلى أكثر من 28 ألف زائر.

ويُعد ميناء العقير، وهو يقع على ساحل الخليج في محافظة الأحساء، من المواقع التاريخية الهامة في السعودية، كما يعد أول ميناء بحري بالبلاد، وفقاً لوزارة السياحة السعودية.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، نقلاً عن مؤسسة دارة الملك عبدالعزيز، شهد الميناء أحداثاً مختلفة في عهد الملك المؤسس، وذلك عندما اتخذه مقراً لمقابلة الدبلوماسيين الأجانب وإجراء المفاوضات مع القوى الدولية السياسية في المنطقة. 

وأصبح العقير "شريان الحياة" لوسط الجزيرة العربية وشرقها، وفقاً لـ"واس"، حيث كانت البضائع ‏والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء.  

وقبل اكتشاف النفط، تميز العقير في كونه الميناء الرئيسي للأحساء والمناطق الداخلية من الجزيرة العربية ووسيلة للاتصال بالعالم الخارجي. ليس ذلك فحسب، وإنما كان من بين الأسواق التجارية الهامة، التي تطل على الخليج من الجهة الغربية. 

وفي حديث المصور السعودي، عبدالله الشيخ، مع موقع CNN بالعربية، أوضح: "سمي بالعقير أو العجير، كما يسميه أهالي الأحساء، نسبة إلى اسم قبيلـة عجير التي سكنت المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد".

وبعد اكتشاف النفط، أفادت وكالة الأنباء السعودية أن أهمية العقير قد تراجعت لوجود طرق حديثة معبدة وبناء عدد من الموانئ الحديثة القريبة من منابع النفط والأسواق التجارية في المنطقة الشرقية.

ويكمن جمال ميناء العقير في احتوائه على عدة معالم جميلة، بحسب قول الشيخ، كانت قد انصهرت فيها الأساليب المعمارية القادمة من الخارج، مثل العناصر المعمارية العثمانية والمتميزة بالأقواس عديدة الأشكال، والزخرفة، والقباب، والكثير من الأعمدة.

ووفقاً لما نقلته "واس"، تتنوع المظاهر الجغرافية في ميناء العقير، حيث تكثر الرؤوس والخلجان، ويحتضن أيضاً عدة جزر، من أهمها جزيرة الزخنونية وجزيرة الفطيم.

وأبدى العديد من الأشخاص إعجابهم بأعمال الشيخ، وهو يمارس التصوير منذ العام 2002، حيث يسعى دوماً إلى الاستمرار في رصد مواقع متنوعة ببلاده وتوثيق مشاهد مختلفة ومتميزة.