توّج فيه الإسكندر الأكبر ابناً للإله آمون وفيه بئر مقدسة.. اكتشف أساطير معبد التنبؤات في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحتضن مصر على أرضها عدداً هائلاً من المواقع الأثرية، إلا أن معبد التنبؤات بواحة سيوة الأثرية يبرز بين تلك المواقع بأهميته التاريخية كمقصد للاستشارة في العالم القديم، كما أنه شهد تتويج الإسكندر الأكبر ابناً للإله آمون، حيث تلقى نبوءة حددت مصير حملاته العسكرية.
ويُعد معبد التنبؤات، الذي يطلق عليه أيضاً "معبد وحي آمون"، أحد أهم المواقع الأثرية في واحة سيوة بمحافظة مطروح.
وقال المصور المصري، فارس حرز، لموقع CNN بالعربية، إن زيارته لمعبد التنبؤات جاءت ضمن رحلة تصوير لتوثيق معالم سيوة الأثرية، مشيراً إلى أن أطلال هذا المعبد قد أثارت دهشته.
وأوضح حرز أن معبد التنبؤات يتكون من ثلاثة أجزاء، وهي المعبد الرئيسي، وقصر الحاكم، وجناح الحراس، كما يضم ملحقات عديدة مثل البئر المقدسة التي كان يتم فيها الاغتسال والتطهر من قبل القادمين لاستشارة الوحي.
ويرجع تاريخ معبد التنبؤات إلى عصر الأسرة الـ26، وتشير النقوش في منطقة قدس الأقداس إلى أن المعبد أنشئ على يد الملك "أحمس الثاني"، والذي يعد أحد أهم ملوك تلك الأسرة الفرعونية، وفقاً للموقع الرسمي لوزارة الآثار المصرية.
وترجع أهمية المعبد إلى كونه معبد خاص بالنبوءة والوحي الإلهي، باعتباره مهبط وحي الإله "آمون"، ولهذا كان يعد مزاراً هاماً في تاريخ العالم القديم يقصده الناس لاستشارة "المعبود"، عن طريق كهنة المعبد الذين عرفوا بمهارتهم في التنبؤات، في الأمور الغامضة والمصيرية.
وارتبط معبد التنبؤات بالعديد من الأساطير، ومن بين أشهرها قصة جيش "قمبيز" المفقود، الذي أرسله الملك الفارسي "قمبيز" عام 525 قبل الميلاد لهدم المعبد، حتى يثبت للمصريين والإغريق فساد عقيدتهم تجاه الوحي والنبوءة التي ارتبطت بالمعبد، إلا أن أغرب ما في الأمر، والذي ظل لغزاً محيراً إلى اليوم، أن جيش "قمبيز" فُقد بالكامل بعد أن غادر الواحة متجهاً نحو واحة سيوة، وتذكر السجلات التاريخية أن الجيش طمر تحت رمال الصحراء بسبب رياح عنيفة.
ولعل أهم الأحداث التي أكسبت المعبد شهرته هي زيارة الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد حتى يتوج ابناً للإله آمون، ويتنبأ بمصير حملاته العسكرية.
وعلى مسافة 4 كيلومتر شرق مدينة سيوة الحالية، على مقربة من معبد التنبؤات، يقع معبد "آمون"، الذي يعود تاريخه إلى الأسرة الحاكمة الثلاثين. حيث يقال بأن العرّاف اليوناني الشهير "آمون" كان يعيش فيه، وقد توجّه إليه الإسكندر الكبير مباشرة بعد وصوله إلى مصر للمرة الأولى في عام 331 قبل الميلاد، وفقاً لموقع هيئة تنشيط السياحة في المصرية.
ويعتقد الكثيرون أن القائد المقدوني قد سأل عرّاف المعبد عما إذا كان "سيحكم العالم"، وكانت إجابة الكاهن "نعم، ولكن ليس لفترة طويلة.
والجدير بالذكر أن معبد التنبؤات يشهد ظاهرة فلكية تعرف بـ"الاعتدال الربيعي"، حيث يتعامد قرص الشمس على المعبد مرتين في كل عام.
وينصح المصور الراغبين بزيارة هذا المعلم التاريخي بأن يستمتعوا بجماله وأن يتأملوا في حضارة المصري القديم العظيمة بواحة سيوة الأثرية.