سجلت العديد من الأرقام القياسية في نقل أثقل الحمولات.. تعرف إلى أكبر طائرة في العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدعم ستة محركات توربينية وجناح بطول ملعب كرة قدم تقريباً، يمكن لهذه الطائرة العملاقة أن تحمل أكبر الحمولات وأثقلها. وفي عالم الطيران، تعد طائرة "AN-225" فريدة من نوعها، إذ لا يوجد مثلها على الإطلاق.
وتجذب طائرة "AN-225"، وهي معشوقة مكتشفي الطائرات في جميع أنحاء العالم، حشداً كلما هبطت بإحدى المطارات أثناء تأديتها مهام نقل الحمولة الثقيلة النادرة والتي غالباً ما تكون مثيرة للدهشة.
وقال خبير الطيران السوفياتي وأستاذ الهندسة في جامعة بافالو ستيت، إيليا جرينبرغ، إن مشهد الطائرة أثناء الإقلاع والهبوط يبدو رائعاً، إذ يبدو وكأنها تبحر ببطء في الهواء بسبب ضخامة حجمها.
وأشار جرينبرغ إلى أنه يمكن التقاط الصور للطائرة بسهولة بواسطة أي نوع من الكاميرات وأنها ستبدو رائعة للغاية من أي زاوية، وأضاف: "أعتقد أنها بالفعل أعجوبة هندسية".
وفي الآونة الأخيرة، استخدمت الطائرة في جهود الإغاثة من مرض "كوفيد-19" لنقل حمولات قياسية من معدات الحماية للعاملين بمجال الرعاية الصحية، إلا أن مهمتها الأصلية كانت مختلفة كلياً.
حلم الطيران
وولدت طائرة "AN-225" من رحم الحرب الباردة، عندما صممت لتكون جزءاً من برنامج الفضاء السوفياتي.
وفي أبريل/نيسان عام 1981، بدأ عصر جديد في استكشاف الفضاء، عندما انطلق أول مكوك فضائي إلى مداره من مركز كنيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا في فلوريدا.
وكانت منطقة التحميل الكبيرة الخاصة بالمكوك بمثابة ميزة تصميم حققها البنتاغون الأمريكي، والذي استخدم المكوك في عدد قليل من المهام السرية لإرسال الأقمار الصناعية العسكرية إلى المدار.
واعتبر الاتحاد السوفييتي هذه القدرة بمثابة تهديد، لذا أراد تطوير مكوك مشابه، وكشفت النتيجة عن "Buran"، مكوك سوفيتي كان يبدو بشكل ملحوظ مثل نظيره الأمريكي، حتى في لونيه الأبيض والأسود.
ولكن سواء كان مستنسخاً بشكل مباشر أم يتبع قوانين الديناميكية الهوائية، فإن "Buran"، إلى جانب الصاروخ المصاحب له "Energiya"، جاء مع مشكلة لوجستية، وهي كيفية نقل المركبة الفضائية من مرافق التصنيع حول موسكو إلى قاعدة "بايكونور كوزمودروم"، على بعد ألف و300 ميل في جنوب كازاخستان اليوم، حيث موقع إطلاق البعثات الفضائية السوفيتية.
وبدلاً من بناء طريق سريع جديد عبر الأنهار والجبال، طلب المهندسون السوفييت من مكتب أنتونوف للتصميم في كييف إنشاء طائرة نقل جديدة قادرة على نقل المكوك وصاروخه جواً، واستخدامها كذلك لسحب المكوك إلى قاعدة بايكونور كلما هبطت في موقع احتياطي بدلاً من المنصة الفضائية عند العودة من المدار.
واستند تصميم أنتونوف حول نموذج موجود بالفعل، "AN-124 Ruslan"، وهي بالفعل طائرة كبيرة للغاية، أكبر من طائرة "بوينغ 747-400".
وازداد الحجم الإجمالي لهيكل الطائرة بشكل كبير، بهدف مضاعفة سعة التحميل. ومن بين الترقيات المرئية، تواجد زوج إضافي من المحركات، ليصل المجموع إلى ستة محركات، ومعدات هبوط أطول، مما أدى إلى زيادة عدد العجلات إلى 32 عجلة ضخمة. كما تمت إضافة ذيل مزدوج جديد مع مثبت رأسي كبير الحجم للسماح للطائرة بحمل مكوك "Buran".
وكانت النتيجة طائرة عملاقة لدرجة أنه برزت من داخل حظيرة الطائرات خلال حفل الافتتاح، واُطلق عليها اسم "AN-225 Mriya".
وعمل مكتب أنتونوف للتصميم بسرعة لإنتاج الطائرة النهائية في غضون 3 سنوات ونصف فقط، ولكنه لم يكن قادراً على مواكبة تطور المكوك، لذلك كان الحل المؤقت هو استعمال أسطول من قاذفات "3M-T" القديمة لحمل المركبة الفضائية بدون تجميع.
وعندما كانت طائرة "AN-225" جاهزة أخيراً، انطلق كل من مكوك "Buran" وطائرة "AN-225" لأول مرة في أواخر عام 1988، قبل عام من سقوط جدار برلين، والذي أنذر بانهيار الاتحاد السوفيتي.
ونتيجة لذلك، تم إلغاء برنامج "Buran" بعد مهمة رسمية واحدة فقط، وانتهى الأمر بطائرة "AN-225" بحمل المكوك خلال نحو 12 رحلة تجريبية فقط.
ولكن الثنائي، الطائرة والمكوك، خطفا الأضواء عندما ظهرا في معرض باريس الجوي عام 1989.
وكان هناك اقتراح غريب لتحويل الطائرة إلى فندق طائر، بأجنحة فاخرة وحمامات سباحة ومساحة لاستيعاب ألف و500 ضيف، ولكنه لم يتحول إلى واقع، وانتهى مشوار "AN-225" في حظيرة حيث تم تجريدها من أجزاء وقطعها صدأت لمدة 7 سنوات.
حياة جديدة
وفي عام 2001، عادت طائرة "AN-225" إلى الحياة من جديد بعد تحديثها بالكامل بالمعدات المتطورة وإعادتها إلى الخدمة.
وفي العام ذاته، سجلت الطائرة 124 رقماً قياسياً عالمياً، وفقًا لأنطونوف، بما في ذلك سجلاً يتعلق بسعة الحمولة.
وقال غرينبرغ إن ذلك حدث في يوم 11 سبتمبر 2001، وبالتالي لم تتم ملاحظة كل هذه السجلات. وفي ذلك اليوم، دخلت خمس دبابات قتالية، كل منها تزن 50 طناً إلى مقصورة الشحن بالطائرة.
وأعيد إحياء الطائرة لأن شركة أنتونوف للطيران، كانت تتلقى أوامر على شحنات البضائع التي تتجاوز قدرات طائرة "AN-124" ، والمعروفة باسم "الشقيق الأصغر لـ AN-225".
وقال نائب المدير الأول لشركة أنتونوف الجوية، فيتالي شوست: "لقد فهمنا بسرعة أن هناك طلباً متزايداً على قطع البضائع الثقيلة للغاية"، مضيفاً أن طائرة "AN-225" قادرة على استيعاب ما يصل إلى 950 متراً مكعباً من البضائع، مقارنة بـ 750 لطائرة "AN-124" و 650 لطائرة "بوينغ 747".
وستسمح هذه السعة لـ "AN-225" بحمل ما يصل إلى 16 حاوية شحن أو 80 سيارة عائلية. ويحتوي حامل البضائع أيضاً على أرضية من التيتانيوم لمزيد من القوة ونظام الرافعة الخاص به لتحميل البضائع بكفاءة.
ووصلت الطائرة للحمولة القصوى، 250 طناً في عام 2001 عند نقل الدبابات القتالية الخمس. وحققت في عام 2009 الرقم القياسي لأثقل قطعة مفردة على الإطلاق عندما نقلت مولداً من ألمانيا إلى أرمينيا وزنه 187 طناً.
وقد نقلت "AN-225" خلال مسيرتها المستمرة توربينات مائية، بالإضافة إلى وقود نووي، وطائرات خفيفة، إلا أن المولدات الكهربائية هي أكثر أنواع البضائع التي تنقلها.
وفي أبريل/ نيسان الماضي هذا العام، سجلت "AN-225" رقماً قياسياً آخر من خلال نقل 100 طن من معدات الحماية من "كوفيد-19"، والأدوية، والاختبارات من تيانجين في الصين إلى وارسو في بولندا. وقد بثت لحظة هبوط الطائرة في بولندا بشكل مباشر إلى جمهور يبلغ 80 ألف مشاهد، وفقاً لأنتونوف.