بعد أعوام من بنائه في مصر..اكتشف المرقد الأخير الذي سيحتضن كنوز توت عنخ آمون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ قرابة قرن من الزمن، أصبح الملك توت عنخ آمون رمزاً لمصر القديمة. وكان قناع موته مصنوع بشكل رائع منذ أكثر من 3 آلاف و300 عام من 24 رطلاً (حوالي 11 كيلوغراماً) من الذهب، ومن المحتمل أنه أكثر قطعة أثرية معروفة من العصور القديمة.
وبينما صنع المصريون القدماء معالم عظيمة لموتاهم، بما في ذلك أهرامات الجيزة، يبني المصريون المعاصرون منزلاً جديداً لتوت عنخ آمون وأجداده.
واستغرق بناء المتحف المصري الكبير 8 أعوام، وتبلغ مساحته نصف مليون متر مربع تقريباً.
وتبلغ قيمة المتحف مليار دولار، وفي داخله، ستكون كنوز توت عنخ آمون عامل الجذب الرئيسي لدى وصولها جميعها العام القادم.
وسيكون المتحف مرقدها الأخير.
طفل وُلد بسبب زنا المحارم؟
وتُظهر مجموعة من تماثيل توت عنخ آمون الملك بشكل مثالي دائماً، ولكن، من المحتمل أن الواقع كان مختلفاً.
ويبلغ طوله 1.65 متر، ويعتقد العلماء أنه كان يعاني من اعوجاج في القدم، وأسنان بارزة.
وتوفي توت عنخ أمون في الـ18 أو الـ19 من عمره، ولا يزال علماء المصريات يتكهنون حول السبب الذي أدى إلى وفاته.
شكل هيكلي
واستغرق بناء المتحف الجديد عمر توت عنخ آمون تقريباً، إذ اختير التصميم الفائز في عام 2003.
وكان المهندسون المعماريون الأصليون هم "Heneghan Peng"، وهي شركة صغيرة مقرها في دبلن، وهي بقيادة المصمم المعماري الأمريكي شي فو بينغ.
وأخرت الثورة المصرية في عام 2011 البناء، ولم تبدأ عملية البناء بشكل جدي إلا في العام التالي.
واستكشفت شبكة CNN المشروع لأول مرة في عام 2018 عندما كان لا يزال المدخل يتخذ شكلاً هيكلياً.
وكشفت زيارة أخرى إلى المتحف في مايو/أيار من عام 2020 أن كل شيء يبدو جاهزاً، ولكن من وراء الكواليس، لا يزال المشروع عبارة عن موقع بناء، ولم يساعد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في تسهيل الأمور.
وقال اللواء المهندس والمشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، عاطف مفتاح، إنهم يعملون بجهد رغم وجود الجائحة، وأضاف: "نحن نتخذ الاحتياطات، ونعقم كل شيء، وكل شخص".
متحف مع إطلالة مُبهرة
وعند التجول في المتحف، سترى الأهرامات في كل مكان، من هياكل المتحف الضخمة، إلى أسطحه الفسيفسائية.
وسيتمكن الزائر من رؤية الأهرامات الحقيقة من خلال النوافذ العملاقة.
ويجري الآن تنفيذ برنامجاً استثنائياً للحفاظ على كل كنوز توت عنخ آمون، ويهدف المتحف إلى عرضها جميعاً معاً لأول مرة.
إعادة الكنوز إلى الحياة
ويُعتبر مركز الترميم التابع للمتحف المصري الكبير الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، وهو يبدو كممر لا نهاية له يؤدي إلى ما لا يقل عن 10 مختبرات مختلفة مخصصة للترميم.
وهناك أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية لترميمها من توت عنخ آمون وحده.
ورُممت العديد من القطع حديثاً حتى يتمكن المتحف الجديد من عرضها لأول مرة عند افتتاحه.
وليست القطع كلها مصنوعة من الذهب، إذ دُفن توت عنخ آمون على سبيل المثال مع حوالي 90 زوجاً من الصنادل.
اكتشاف محظوظ
وكان هوارد كارتر، وهو رجل إنجليزي، يبلغ من العمر 48 عاماً عندما وجد اكتشاف العمر في وادي الملوك، وهو مجمع دفن فرعوني على الضفاف الغربية لنهر النيل بالقرب من مدينة الأقصر.
ومن عام 1922 إلى عام 1932، قضى كارتر عقد من الزمن في تسجيل الكنوز، وإخلائها بشكل منهجي من المقبرة، و لولا إصراره، لما تم العثور على توت عنخ آمون.
ومن دون توت عنخ آمون، قد لا يتواجد المتحف المصري الكبير.
وقال عالم الآثار المصري ووزير الآثار السابق، زاهي حواس، لـCNN: "كان هذا الملك فريداً"، ثم أضاف: "أظن أن هوارد كارتر كان محظوظاً جداً لاكتشاف قبره. وهذا هو رأيي. وهذا يُعد أهم اكتشاف حتى الآن في علم الآثار".
وتم تبخير نعش توت عنخ آمون الخارجي بسبب الحشرات، واستغرق ترميم هذه القطعة الأثرية وحدها 8 أشهر.
وهذه أول مرة يغادر فيها النعش المقبرة في وادي الملوك، وليس الجميع سعداء بشأن حقيقة أنه لن يعود إلى هناك.
وقال مدير الشؤون الأثرية بمشروع المتحف المصري الكبير، الطيب عباس: "عندما أزلناه من القبر، رأى الناس الحالة السيئة للنعش، وبدأ الأشخاص في تشجيعنا على إعادته إلى ما كان عليه سابقاً".