لم تسمع عنها سابقاً.. مصورة تكشف عن قرى تُشبه الـ"الجوهرة المخفية" في الإمارات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في منزل يعشق الصور ويحتفظ بها في أرشيف خاص بحسب الزمان والمكان، كبرت ريم الغيث وكبر معها حب التصوير، حتى قررت أن تشق طريقها الخاص، لتجد نفسها مهتمة برواية القصص من خلال عدسة كاميرتها.
وخلال جولات رحلاتها بين المدن المختلفة في دولة الإمارات، تفاجأت الغيث بوجود قرى صغيرة، لم يسمع الكثير من الأشخاص عنها، وبعضها كان مختبئاً بين الجبال.
وراودت المصورة الإماراتية مشاعر الفضول، حيث قررت مراقبة هذه الأحياء عن بعد، لتشهد لحظات التقاء الأطفال العفوية بأقدام حافية، وزيارة النساء جيرانهن دون سابق إنذار، وهن يحملن الطعام بأيديهن، وتجمع الرجال للصلاة في مسجد الحي.
وبدورها، رصدت الغيث هذه القرى والتقطت صور منازلها وتحركات سكانها، في كتاب يعرف باسم "Hidden Jewels"، أي "الجواهر المخفية".
ويقدم الكتاب جولة مرئية حول مجموعة من القرى "الخفية"، والتي يصعب أحياناً الوصول إليها في جميع أنحاء دولة الإمارات، بغية تثقيف الناس حول وجودها وأساليب حياتها التقليدية.
وبعد أن تمكنت من خوض رحلات عديدة والبحث في الخرائط، وثقت المصورة الإماراتية حوالي 75 قرية حول البلاد، وكانت غالبيتها موجودة في إماراتي، الفجيرة ورأس الخيمة.
وبدأت الغيث مشروعها في العام 2014، حيث استغرقت حوالي 3 إلى 4 أشهر من الرحلات اليومية في البلاد. ولكن، استمرت المصورة الإماراتية في إضافة المزيد من أعمالها إلى المشروع، خلال السنوات اللاحقة.
وتعتبر الغيث أن هذه القرى تجسد الروابط المجتمعية المتينة وجوهر ما نحن عليه حقاً.. وفي حديثها مع موقع CNN بالعربية، قالت: "بصرف النظر عن مدى تقدمنا، إلا أن هذا الجوهر هو القاعدة التي نحافظ عليها ونبنيها في بلدنا".
وبداية، ظنت الغيث أن بعض القرى لم تكن مفعمة بالحياة، لكنها علمت لاحقاً أن السكان يبدأون بالخروج من منازلهم بعد الساعة الرابعة عصراً.
وتتجنب المصورة الإماراتية القيام بجولاتها الاستكشافية خلال فصل الصيف، بسبب حرارة الجو وعدم رؤية الأشخاص في الخارج، مثل الأشهر الباردة.
ويذكر أن الغيث قد عرضت سلسلة الصور الفوتوغرافية في العديد من المعارض الوطنية المختلفة، بداية مع هيئة دبي للثقافة والفنون عام 2014. واليوم، تسعى المصورة الإماراتية إلى نشر عملها في كتاب خاص للحفاظ على الصور التي وثقتها.