كأنها عروق تزحف على الأرض في المملكة العربية السعودية.. مصور يُظهر اللوحات الطبيعية التي تشكلها الرمال
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يزدخر الإنترنت بالكثير من الصور التي تُظهر هيبة الصحاري حول العالم. وبالنسبة إلى البعض، أصبحت هذه الصور مشاهد متكررة. ولكن، عند النظر إلى المشاهد التي وثقها هذا المصور في المملكة العربية السعودية، ستكتشف عوالم مختلفة لم تعرف أن البلاد كانت تحتضنها قط، فهي أشبه بلوحات فنية رُسمت بعناية بدلاً من معالم كونتها الطبيعة.
ودخل المصور السعودي ومؤسس نادي بيشة الفوتوغرافي، سياف محمد دشن الشهراني، إلى عالم التصوير عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.
وعند النظر إلى أعمال الشهراني، قد يشعر المرء أنه ينظر إلى لوحة فنية تجريدية، بدلاً من مشاهد من الطبيعة، وذلك بسبب حرص المصور على التقاط الطبيعة بشكل مختلف.
لوحات ساحرة من أنامل الطبيعة
ومن التموجات اللانهائية، إلى الألوان المختلفة التي تتلاقى وتتمازج مع بعضها البعض، توفر أعمال الشهراني نظرة مختلفة للبيئة الصحراوية في المملكة، وساهم في ذلك استخدامه لطائرة "درون" ذاتية القيادة لاستطلاع الطبيعة من السماء.
ولذلك، تتحول مشاهد مألوفة إلى لوحات جديدة في عين الناظر.
وعند تصفح صوره، يتبين للمرء بسرعة شغف الشهراني الكبير في توثيق الطبيعة، والرمال على وجه الخصوص.
ولدى حديثه عن سبب اهتمامه بهذا الجانب في المملكة، قال الشهراني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "سبب اهتمامي بتصوير الرمال يرتبط بتكويناتها العجيبة، وأشكال الضوء، وانكساراته عليها، والتي تتغير من مشهد لمشهد آخر".
وإلى جانب ذلك، ينجذب المصور السعودي إلى الطابع التجريدي الذي توفره الرمال أيضاً.
ووثق المصور، وهو من مواليد محافظة بيشة في عسير، أغلب صوره في الصحراء أيضاً بسبب قربها من مكان عمله وسكنه في محافظة شروة في نجران، والتي تقع في الجزء الجنوبي من صحراء الربع الخالي.
رغم جفافها.. الصحراء ثرية بجمالياتها
وينظر الشهراني إلى الطبيعة الصحراوية في السعودية من منظور آخر، وشرح قائلاً: "مفهوم الصحراء والرمال مرتبط لدى أغلب الناس بالحر الشديد، والجفاف، والغبار. ولكن، أنا أنظر إليها من منظور آخر، وهو جمالها برمالها الذهبية في وقت الغروب ووقت الشروق، ونعومتها".
وشجعته نظرته الخاصة إلى إظهار ما يشعر به تجاه الصحراء عن طريق الصور التي يلتقطها.
ويرى السعودي أن المملكة لا تزال مليئة بالعجائب الطبيعية التي لم يتم استكشافها بعد، فالبلاد بحجم "قارة مترامية الأطراف"، وفقاً لتعبيره.
وفي المستقبل، يتطلع السعودي إلى الخروج في رحلة استكشافية في أحضان رمال الربع الخالي وتصوير المزيد من تكويناتها المختلفة والمتنوعة.