هل ستعود للحياة الطبيعية قريبًا؟ هكذا تبدو زيارة السائحين لمدينة دبي في ظل وباء كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حاليًا، لا توجد الكثير من البلاد التي ترحب بالسياح العالميين، لكن مع انتقال دبي إلى الأشهر الباردة، التي عادة ما تكون بمثابة موسم الذروة، تفتح المدينة أبوابها للزائرين.
لكن ما الذي يمكن أن يتوقعه زوار الإمارات عندما يصلون إليها؟ هل سيحصلون على بعض الراحة من ضغوط المنزل أم أن الحياة في دبي مُقيدة بشدة؟
عانت الإمارات العربية المتحدة من طفرات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث بلغت ذروتها في مايو/ أيار، ومرة أخرى في منتصف سبتمبر/ أيلول.
إلا أن معدل الإصابة منخفض مقارنة بمعظم المراكز الحضرية.
وبعد اعتماد التدابير الوقائية اللازمة أُعيد افتتاح منتجعات دبي، وفقاً لما تسمح به الإرشادات واللوائح الرسمية في هذا الشأن. وهذا يعني أنه يجب على الزوار أيضًا تبني إجراءات وبروتوكولات السلامة.
ومع صدور قرارات بضرورة ارتداء الكمامات على متن الطائرات، يحتاج المسافرون أيضًا على فعل الشيء نفسه في جميع الأماكن العامة بدبي.
وتوجد غرامة مالية قدرها 3 آلاف درهم، أي ما يوازي 817 دولارًا، في حال عدم اتباع هذه الإجراءات.
ويشمل ذلك سيارات الأجرة، التي تسمح حاليًا بوجود راكبين فيها فقط، إضافة إلى المنتزهات الترفيهية بالمدينة، حيث يجب ترك مسافة مترين للحفاظ على التباعد الاجتماعي، مع ترك بعض المقاعد فارغة.
ومع الوقت سيعتاد الزوار على رائحة المُطهرات.
وبفضل التوجيهات الصارمة نسبيًا وإجراءات التعقيم والحد من التجمعات الاجتماعية، التي تنفذها السلطات الإماراتية، تعود دبي إلى أجواء قريبة من الحياة الطبيعية.
تتبع الفنادق أيضًا الإجراءات الاحترازية، التي يمكن أن تبدو غريبة أو مفرطة في البداية، بحسب ما اعتاد عليه الضيوف.
ويتوقع أن يرى الزوار جهاز قياس الحرارة عن بُعد أو الماسح الحراري للجسم، بمجرد الوصول إلى الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق وحتى الصالات الرياضية .
وبالنسبة إلى حمامات السباحة، قد تجد المناشف بأكياس في بلاستيكية مختومة، بينما يراقب رجال الإنقاذ التباعد الاجتماعي واختلاط الغرباء.
واتجهت بعض المطاعم إلى قوائم الطعام الافتراضية، التي يمكن الوصول إليها عبر شبكة الإنترنت.
وفي فندق "أتلانس النخلة"، الأكثر شهرة في دبي، يجري عمل اختبارات "PCR" مجانية، داخل المنتجع، بالنسبة للحجوزات الدولية لمدة خمس ليالٍ أو أكثر حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول.
ويُطلب حاليًا من جميع الركاب العائدين من دبي إلى المملكة المتحدة وأوروبا والوجهات الأخرى الخضوع لاختبار لا يزيد فترة إجرائه عن 96 ساعة قبل وقت المغادرة، وتقديم شهادة عبور مطبوعة عند تسجيل الوصول.
ويقول تيموثي كيلي، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في "أتلانتس" دبي، إن مبادرة المنتجع مُصممة لتشجيع المزيد من السياح على الزيارة، مع تنفيذ طرق مبتكرة لخدمتهم بطريقة مسؤولة اجتماعيًا.
وبعد الانتهاء من برنامج تجديد قيمته 100 مليون دولار والإبلاغ عن متوسط إشغال بنسبة 90٪ في 2019، من المقرر أن يشهد العام المقبل افتتاح منتجع أتلانتس الجديد المجاور، المعروف باسم ذا رويال.
ورُغم هذه الأوقات الصعبة، يعتقد كيلي أن المنتجعات قادرة على الصمود في وجه العاصفة.
ويقول أنتوني روس، الرئيس التنفيذي لمجموعة "JA Resorts & Hotels" في دبي، إن أزمة كوفيد-19 تعد أكبر من أي شيء واجهه من قبل.
وفي مارس/ أذار الماضي، تم إغلاق جميع ممتلكات روس في دبي، باستثناء اثنين. وأُعيد افتتاح موقع المنتجع الواسع الأصلي التابع لـ"JA" في مايو/ أيار، حيث استضاف بداية الضيوف فقط في "JA Palm Tree Court"، ثم تبعه فندق "JA Beach" المجاور، وهو أحد الفنادق الأولى في المدينة.
وفي الوقت الحالي، يجب على الوافدين من مطار دبي الدولي تقديم شهادة اختبار "PCR" ذات نتائج سلبية. ويُعاد اختبار الركاب من بعض البلدان أو الذين تظهر عليهم الأعراض.
ويقول روس: "دبي مستعدة لاستقبال الضيوف من جميع أنحاء العالم".
"حتى الآن، عندما تفتح رحلات جوية من بلد معين، نرى تلقائياً ذروة في الطلب عبر موقعنا الإلكتروني من هذا البلد وبعض الحجوزات".
وأضاف: "نلاحظ زيادة في المشاهدات منذ يوليو/ تموز مع قفزة في الحجوزات لشهري فبراير/ شباط وأبريل/ نيسان 2021، وهو أمر مُشجع".
ربما تغيرت العطلة السياحية ظاهريًا، لكن يبقى جوهر "تجربة دبي" هو نفسه بشكل أساسي، مع استمرار الفنادق في مراقبة أوضاع السفر والسلامة.
ويضيف روس: "أترقب انفتاح السفر الدولي مرة أخرى حتى نتمكن من العودة إلى ما نفعله بشكل أفضل، مع إظهار حسن الضيافة للزوار، وخلق مساحة للأشخاص لبناء ذكريات لا تُنسى".